فن المحاورة الشعرية بين الفتل والنقض

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

فن المحاورة الشعرية بين الفتل والنقض :

المحاورة الشعرية هي تراث شعري عربي

أصيل منذ القدم حيث كانت العرب تجتمع في

سوق عكاظ وكان الشعراء يتحاورون فيما بينهم

أما زجلا أو فخرا أو في أي غرض من أغراض الشعر المعروفة ..

وضل هذا الفن إلى يومنا هذا له رواده ومحبيه وشعرائه أيضا .

والمحاورة الشعرية تعتمد على أمرين مهمين من حيث المعنى طبعا

بعيدا عن الأمور المسلم بها وهي الوزن والقافية ..

فلا بد للشاعر المحاور أن يلتزم بالبحر ( اللحن ) والقافية أيضا ..

وهذان الأمران هما الفتل والنقض .. فالفتل هو المعنى المقصود

الذي يفتله ويبهمه الشاعر الأول في أبياته أما بالتلميح الغير مباشر

أو بالتشبيه المقارب أو بأي أسلوب من أساليب الفتل .. ويعتمد

هذا الأمر على مدى قوة الشاعر وتمكنه من التلاعب بالألفاظ

ومدى ثقافته العامة أيضا .. ويجب على الشاعر الثاني ( العميل )

أن ينقض هذا المعنى ونقضه هنا أي أنه يجاريه فيه فيكون

رده على نفس القصد والمضمون .. وتكون شطارة الشعراء

في إبهام المعنى فتلا ونقضا كأن يتحدث بشيء ما ..

ويقصد به شيء آخر وهذا مما يضفي على جو المحاورة نوعا

من الحماس الذي يجذب الجمهور ويجعله يتفاعل ويترنم

ويردد الأبيات التي يتغنى بها الشعراء ..

ويكون المضمون مثلا أن يطرح الشاعر الأول قضية ويعبر

عن رأيه بها ويرد عليه الشاعر الثاني ويناقشه حول

مضمونها وهكذا تضل بينهم الأبيات تتردد حتى ينتهي النقاش ..

أو قد يطلب الشاعر الأول في أبياته حلا من الشاعر الثاني

حول أمر ما قد حدث معه فيجيبه الشاعر الثاني بما يراه مناسبا ومنطقيا ..

وأيضا تضل الأبيات بينهم هكذا حتى ينتهي مضمونها

ولا يصبح هناك كلام يستحق أن يقال في مثل هذا الموقف

فحينها يعتبر القاف قد شاب أي انتهى مضمونه وهنا ينتهي اللعب

أما إن كانت المحاورة مجرد كلام موزون لا مضمون فيه

أو كانت مثلها مثل الكلام العادي فهنا تفقد المحاورة

حماسها وتصبح مجرد تغني بالشعر دونما مضمون وهدف أساسي

وبالتالي هي لا ترتقي إلى حد أن تسمى محاورة شعرية .

تحيتي الطيبة لكم وتقديري

احمد بن هادي

http://www.ar8i.com/vb

<!-- / message --><!-- BEGIN TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- END TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig -->