كلما جاءَ قلتُ: لي شرفتانِ من الوردِولي قمرٌ بابليٌّوأغنيةٌ من كتابِ الربيعِ المزهِّرِفوقَ كرومِ الوطنْ..كلما جئْتُ قال: لي طفلةٌمن بهاءِ الصنوبرِ في جبلٍ سامقٍ فصَّلت ثوبَهاومنْ زقزقاتِ العصافيرِترحلُ بين أصابعِ ريحِ الأصيلِ ابتدَتْ صوتَهاواحتواها الشجنْ..كلما جاءَ جئْتُ التقيْنا على رقصةٍيبتديها القرنفلُفي حفلاتِ الكلامِ الجميلِ الموشّىبذكرى صغيرين فرّاإلى غابةٍ من عيونٍ يناورُها العمرُبالشوقِ والرغباتِ القديمةْ..كأنَّ المدى ضحكةٌ أو...كأنَّ الصنوبرَ تنهيدةُ الأرضِوهي تغيِّبُ بين ثنايا الترابِ وجوهَ الأحبةِآنَ الرحيلُ خلاصٌ منَ الشوقِوالقلبُ بوابةٌ للدموعْ..ثلاثينَ عمراً من الصبرِ والكلماتِانتظرتُ إيابَ حبيبي، فلم يأتِ، قالوا:مضى نحو صدرٍ دفيءٍ حنونٍ كصدركْوقالوا: تشرَّد بين رياحٍأقلُّ من الحبِّ أهواؤهاوأكثرُ من موتِ طفلٍ بظلِّ جدارٍطقوسُ دماها..فماذا أقولُ؟ وكانَ الحبيبُ ينامُ بصدريثلاثينَ عمراً وأغنيتينِوخمسَ فراشاتِ همسٍ وجرحٍ مديدْ..وما قلتُ: إن الحبيبَ تقمَّصَ عشباًيضيءُ جراحَ الترابِ العصيِّولكنَّ ورداً يؤاخي الجراحَترجَّلَ عن صهواتِ التوابيتِذاتَ حضورٍ بهيٍّ لوجهِ حبيبيتناثرَ فوقَ تخومِ البلادِ خريفاً أخيراًفباحَ لصخرِ الجبالِ بسرِ الولادةْ..دمٌ مالحٌ في عروقي يثيرُ ضجيجاً غريباً،وبين أصابعِ كفيَّ ينتظرُ الحبرُ إيماءةَ الوردِكي يبتدي رقصَهُ في فضاء الكلامِ المحاصرِبالخوفِ والدمِ والأمنياتْأهدهدُ شوقَ البياضِإلى مطرٍ من حكاياتِ أميوأضمومةٍ من شقائقِ نعمانِ قريتِنا النائية..أضمُّ عصافيرَ دوري تنامُ بشباكِ بيتي،أمسِّحُّ عن ريشِها البردَ،تغفو وتحلمُ أن تستعيدَ رفيفاً قديماًتمزّقَ فوق يباسِ الغصونِ،وأقرأُ أوراقَ زيتونةٍ في الجوارِتكفكفُ دمعَ المساءِ وتمضيإلى خضرةِ الصحوِ والأغنياتْ.توارت وراء الغيومِ الشفيفةِ شمسُ الصباحِ الجديدْوأوْسَعَ قلبي أناشيدَه للرياحِتجيءُ محملةً باختيالِ الثلوجِتمرُّ على جبلٍ أخضرِ الروحِ..يندى بماءِ القصيدةْ..دمٌ مالحٌ وضجيجٌ غريبٌ بصدريوصدري مدينةُ عشقٍ بحجمِ الجراحْمدارٌ تطوِّف فيه الرياحُ.. البيوتُ..الوجوهُ.. هديلُ الحمامِ الحزينِ..نحيبُ احتراقِ الشجرْ..صراخُ الوجوهِ التي أرّقتنيوبابُ حياتي سيغلقُ حتى يُدقَّ عليهِبكفِّ الحجرْفهل سنضيفُ إلى فعلِ (كانَ) المقدسِمنذ عصورِ التألقِ (فعلَ) الحجرْ؟ونكتبُ كلّ صباحٍ جديدٍونخطبُ كلَّ مساءٍ جديدٍ:تجنّى علينا القدرْتجنّى علي... ناتجن...وهل يتجنّى علينا القدرْ؟!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.