لمساء آخر - محمود درويش

كلّ خوخ الأرض ينمو في جسد
 
و تكون الكلمة
 
و تكون الرغبة المحتدمه
 
سقط الظلّ عليها
 
لا أحد
 
لا أحد ...
 
و تغنّي وحدها
 
في طريق العربات المهملة
 
كل شيء عندها
 
لقب للسنبلة
 
و تغنّي وحدها :
 
البحيرات كثيره
 
و هي النهر الوحيد .
 
قصّتي كانت قصيرة
 
و هي النهر الوحيد
 
سأراها في الشتاء
 
عنما تقتلني
 
و ستبكي
 
و ستضحك
 
عنما تقتلني
 
و أراها في الشتاء .
 
انّني أذكر
 
أو لا أذكر
 
العمر تبخّر
 
في محطات القطارات
 
و في خطوتها .
 
كان شيئا يشبه الحبّ
 
هواء يتكسّر
 
بين وجهين غريبين ،
 
و موجا يتحجّر
 
بين صدرين قريبين ،
 
و لا أذكرها ...
 
و تغنّي وحدها
 
لمساء آخر هذا المساء
 
و أنادي وردها
 
تذهب الأرض هباء
 
حين تبكي وحدها .
 
كلماتي كلمات
 
للشبابيك سماء
 
للعصافير فضاء
 
للخطى درب و للنهر مصبّ
 
و أنا للذكريات .
 
كلماتي كلمات
 
و هي الأولى . أنا الأول
 
كنّا . لم نكن
 
جاء الشتاء
 
دون أن تقتلني ...
 
دون أن تبكي و تضحك .
 
كلمات
 
كلمات .
© 2024 - موقع الشعر