أمس في الليل وكانت صور الأسرار شتىتتصبي حاضري الغافي وكان الأمس ميتاخلتني كفنته ذات مساءوتحصنت بدعوى كبريائيسمعت روحي في إغفاءة الظلمة صوتالم يكن حلما خرافي الستوربعثته رغبة خلف شعوريكان شيئا، كان في صمت الدجى صوتك أنتاذلك الصوت الذي يعرفه سمعي ملياصوت ماضي الذي مات وما خلف شياغير أشتات احتقار باهترسبت في قعر قلبي الصامتغير أشتات أداكارات لحب كان حيامنذ أعوام .. وقد فات ومرامنذ أعوام .. وصار الآن ذكرالفها الماضي ووارها التراب الأبدياذلك الصوت الذي مر على سمعي أمسكان يوما رغبة تجهش في أعماق نفسيكان حلما ذائبا في عبراتيكان حبا تائها في أمنياتيثم حطمت على ذكراه قيثاري وكأسيعندما ضيعته تحت الضبابوتعثرت بأشلاء شابيوتهاويت على جثة أحلامي وأنسيومضى عامان ممطوطان مرا في شحوبكان عمري خربة يصبغها لون الغروبتذرع الأشباح في الصمت دجاهاويعيش اليوم في ظل أساهاكلما جالت بي الحيرة في القبو الغريبمدت الذكرى ذراعيها إليالونها يخلق في رعبي دنياويثير الوتر الميت في قلبي الكثيبوانقضى عامان معلونان من أعوام حبيمزقت روحي أظفارهما، روحي وقلبيلم تدع حتى شراعا من رجاءأبدا لم تبق إلا كبريائيوأباديد ادكارات لها قسوة ذئبعرفت روحي فيها لون أمسيأمسي الراسب في أعماق حسيعرفت فيها صدى الصوت الذي غمغم قربيإنه الأمس إذن عاد لحيا من جديدإنه عاد إذن يطرق أبواب شروديأسفا يا شبحي عد الترابلم تعد تملك أن تطرق بابيلم يعد يربطنا إلا ركام من حدودهوة أعمق من ذنبك! ماذا؟قد تبقى لك عندي غير هذا؟غير ذكري عبرت يوما ومرت بوجودي؟مر القطارألليل ممتد السكون إلى المدىلا شيء يقطعه سوى صوت بليدلحمامة حيرى وكلب ينبح النجم البعيدوالساعة البلهاء تلتهم الغداوهناك في بعض الجهاتمر القطارعجلاته غزلت رجاء بت أنتظر النهارمن أجليه .. مر القطاروخبا بعيدا في السكونخلف التلال النائياتلم يبق في نفسي سوى رجع وهونوأنا أحدق في النجوم الحالماتأتخيل العربات والصف الطويلمن ساهرين ومتعبينأتخل الليل الثقيلفي أعين سئمت وجوه الراكبينفي ضوء مصباح القطار الباهتسئمت مراقبة الظلام الصامتسئمت مراقبة الظلام الصامتأتصور الضجر المريرفي أنفس ملت وأتعبها الصفيرهي والحقائب في انتظارهي والحقائب تحت أكداس الغبارتغفو دقائق ثم يوقظها القطارويطل بعض الراكبيمتثائبا، نعسان، في كسل يحدق في القفارويعود ينظر في وجوه الآخرينفي أوجه الغرباء يجمعهم قطارويكاد يغفو ثم يسمع في شرودصوتا يغمغم في برود"هذي العقارب لا تسير!كم مر من هذا المساء؟ متى الوصول؟"وتدق ساعته ثلاثا في ذهولوهنا يقاطعه الصفيرويلوح مصباح الخفيرويلوح ضوء محطة عبر المساءإذ ذاك يتئد القطار المجهد... وفتى هنالك في انطواءيأبى الرقاد ولم يزل يتنهدسهران يرتقب النجومفي مقلتيه برودة خط الوجومأطرافها .. في وجهه لون غريبألقت عليه حرارة الأحلام آثار احمرارشفتاه في شبه افترارعن شبه حلم يفرش الليل الجديببحفيف أجنحة خفيات اللحونعيناه في شبه انطباقوكأنها تخشى فرار أشعة خلف الجفونأو أن ترى شيئا مقيتا لا يطاقهذا الفتى الضجر الحزينعبثا يحاول أن يرى في الآخرينشيئا سوى اللغز القديموالقصة الكبرى التي سئم الوجودأبطالها وفصولها ومضى يراقب في برودتكرارها البالي السقيمهذا الفتى ....وتمر أقدام الخفيرويطل وجه عابس خلف الزجاج،وجه الخفير!ويهز في يده السراجفيرى الوجوه المتعبهوالنائمين وهم جلوس في القطاروالأعين المترقبهفي كل جفن صرخة باسم النهار،وتضيع أقدام الخفير الساهدخلف الظلام الراكدمر القطار وضاع في قلب القفاروبقيت وحدي أسأل الليل الشرودعن شاعري ومتى يعود؟ومتى يجيء به القطار؟أتراه مر به الخفيرورآه لم يعبأ به ... كالآخرينومضى يسيرهو والسراج ويفحصان الراكبينوأنا هنا ما زلت أرقب في انتظاروأود لو جاء القطار....
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.