لا تسل أين الهوى و الكوثر
سكت الشّادي وبحّ الوتر
فجأة ...وانقلب العرس إلى
مأتم ...ماذا جرى ؟ ...ما الخبر ؟
ماجت الدّار بمن فيها ، كما
ماج نهر ثائر منكدر
كلّهم مستفسر صاحبه
كلّهم يؤذيه من يستفسر
همس الموت بهم همسته
إنّ همس الموت ريح صرصر
فإذا الحيرة في أحداقهم
كيفما مالوا و أنّى نظروا
علموا ...يا ليتهم ما علموا
أنّ دنيا من رؤى تحتضر !
و الذي أطربهم عن قدرة
بات لا يقوى و لا يقتدر
يبس الضحك على أفواههم
فهو كالسخر و إن لم يسخروا
و إذا الآسي ...يد مخذوله
و محيّا ، اليأس فيه أصفر
شاع في الدّار الأسى حتّى شكت
أرضها و طأته و الجدر
فعلى الأضواء منه فتره
و على الألوان منه أثر
و القناني صور باهته
و الأغاني عالم مندثر
ألهنا أفلت من أيديهم
و الأماني .. ؟ .. إنّها تنتحر
ذبحت أفراح في لمحة
قوّة تجني و لا تعتذر
تقلع النّبت الذي تغرسه
و الشّذا فيه ، و فيه الثمر
إعبثي ما شئت يا دنيا بنا
و تحكّم ما تشاء يا قدر
إن نكن زهرا فما أمجدنا
أو نكن شوكا فهذا الخطر
فلنعش في الأرض زهرا و ليطل
أجل الشّوك الذي لا يزهر
...
رحل الشاعر عن دار الأذى
و انقضت معه الليالي الغرر
كم حوته و حواها ملكا
دولة الروح التي لا تقهر
عاش لا ينكر إلاّ ذاته
إنّ حبّ الذات شيء منكر
شاعر ، أعجب معنى صاغه
للبرايا ... موته المبتكر
الجمال الحقّ ما يعبده
و الجمال الزّور ما لا يبصر
و الحديث الصفو ما ينشره
و الحديث السوء ما يختصر
إنّه كان " ملاكا " بشرا
فمضى عنّا الملاك البشر
و نفوس الخلق إمّا طينة
لا سنا فيها و إمّا جوهر
...
يا رفيقي ! ما بلغت المنتهى
ليست الحدّ الأخير الحفر
فاعبر النهر إلى ذاك الحمى
حيث " جبران " العميد الأكبر
" و رشيد " نغمة شادية
" و نسيب" نغم مستبشر
" و جميلب " فكرة هائمة
" و أمين " أمل مخضوضر
قل لهم إنّا غدونا بعدهم
لا حديث طيّب ، لا سمر
كسماء ليس فيها أنجم
أو كروض ليس فيه زهر
كلّنا منتظر ساعته
و المصير الحقّ ما ننتظر
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.