ليالي بوسطن - إيليا أبو ماضي

إن أغب، يا صحب، عن ذاك الحمى
لم أزل معكم كما أنتم معي

فإذا الأنجم شعّت في السما
قلت هذي أنت في مجمع

وإذا الشادي بلحن رنّما
خلته أصواتكم في مسمعي

آه لو يغني خيال عن عيان
كان كالمنهل رسم المنهل

ولعاش المرء في دنيا الأماني
يقطع الدنيا ولم ينتقل

وسلونا عن مكان بمكان
ولألغني آخر عن أوّل

ولنابت عن نجوم نيّرات
صور مطبوعة في الورق

واكتفينا بخرير الساقيات
في الدّجى عن مائها المندفق

يا ليالي ((بوسطن)) هل ترجعين
فأرى صحبي الكرام البرره؟

ويزول الهمّ عن قلبي الحزين
بالوجوه المشرقات النضره

إنه يسألني في كلّ حين
أين تلك الجنّة المحتضره؟

ذهبت، يا قلب ، إلا ذكريات
كبروق ضحكت في الغسق

تأنس العين بها في الظلمات
وهي تفنى في رحاب الأفق

يا ليالي بوسطن ليت الحياة
عدلت فينا فلم نتفرق

© 2024 - موقع الشعر