كلوا و اشربوا أيّها الأغنياء
و إن ملأ السكك الجائعون
و لا تلبسوا الخزّ إلاّ جديدا
و إن لبس الخرق البائسون
و حوطوا قصوركم بالرجال
و حوّطوا رجالكم بالحصون
فلا ضحايا الطّوى و
لا يبصرون الذي تصنعون
و إن ساءكم في الوجود
و أزعجكم أنّهم يولون
مرّوا فتصول الجنود عليهم
تعلّمهم فتك المنون
فهم معتدون ، و هم مجرمون
و هم مقلقون ، و هم ثائرون
و تلك العصيّ لتلك الرؤوس
و تلك الحراب لتلك البطون
و تلك السّجون لمن شدّتموها
إذا تزجّوهم في السّجون ؟
كلوا للظبي حلق عاماتهم
فإنّ الملوك كذا يفعلون
إذا الجند لم يحرسوكم و أنتم
سراة البلاد فمن يحرسون ؟
و إن هم لم يقتلوا الأشقياء
فيا ليت شعري من يقتلون ؟
و لا يحزننّكم موتهم
فإنّهم للردى يولدون
و قولوا كذا قد أراد الإله
و إن قدّر الله شيئا يكون
و يا فقراء لماذا التشكّي ؟
ألا تستحون ؟ ألا تخجلون ؟
دعوا الأغنياء و لذّاتهم
فهم مثل لذّاتهم زائلون
سيمسون في " سقر " خالدين
و تمسون في جنّة تنعمون
فلا تعطشون ، و لا تسغبون
و لا يرتوون ، و لا يشبعون
لكم وحدكم ملكوت السّماء
فما بالكم لستم تقنعون ؟
فلا تحزنوا أنّكم ساهرون
فسوف تنامون ملء الجفون
ستتّكئون مع الأنبياء
تظلّلكم وارفات الغصون
يضوع السّنا بالشّذى
و تجري الطّلا أنهرا و عيون
و تسقيكم الخمر حور حسان
كما يشتهين ، كما تشتهون
كذا وعد الله أهل التقى
و أنتم هم ، أيّها ، المتعبون
ألا تؤمنون بقول الكتاب ؟
فويل لكم إنّكم كافرون !
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.