سلالم الدهشة

(1)
 
(( مفردة في السطر ))
 
 
 
لا ادري كيف يضيع العمر
 
وتخبو ذاكرة الأمطار
 
وأهيم على وجهي ....
 
متخذاً سمتي صوب مداها ، عمداً ......
 
لا أسال ، لا احتار .
 
بل أرفع قوس نداها بيدي ،
 
متلمساً ما ادخرته الرحلة ،
 
من أزهار النار .
 
هي ذي مفردة في السطر ،
 
وتعرف كيف تبوح ،
 
بأغلى عطر من دفتر ‏آذار‏‏ ‏
 
هي ذي آنية الضوء انثالت ،
 
في قلب صادره الليل ،
 
وأتبعه المشوار ...
 
هي ذي أول من يبحث عن بستان الحب ،
 
وحارس مهجته ،
 
وتراها آخر من يختار
 
 
 
(2)
 
(( جناح الرؤيا ))
 
 
 
 
 
منذ أنبلج صباح ( السلط ) الباسم ،
 
من بين ثنايا الدور .
 
وانساب رحيق اليوم شهياً ،
 
من همسات العشاق ،
 
كفيض النور .
 
واحتفل الشجر العالي ،
 
بقميص الغيم الشفاف ،
 
وأصغى لحديث القلب المبهور .
 
حدقت ملياً ،
 
في أفق ( الطَّفِّ )
 
و(وادي الريح ) ،
 
وسلمت على أحياء ( المنشية )،
 
وهي تلم بقايا صور الليل المدحور .
 
وعبرت الشارع مأخوذاً ،
 
بالوجدان الغامض ،
 
باللحن المنقوش على جدران الصمت ،
 
وأحسست بأني أعبر منعرج الروح ،
 
على صهوة أفراس الوجد ،
 
وأصغي لرنين القلب المكسور .
 
ووحيداً قلت :
 
- سلاماً للوجه المتماثل للصحو ،
 
لأطفال الحارات الصعبة ،
 
للورد المنثور .
 
ها هي ذي ( السلط ) كعادتها ،
 
ترقى بسلالم دهشتها .
 
وتضم بأجنحة العشق الدافئ ،
 
ما كان على البال يدور .
 
 
 
(3)
 
(( نقوش وجدانية ))
 
 
 
عند الباب العالي للجامعة التطبيقية ...
 
والبلقاء كقافلة التاريخ المنقوشة ...
 
في صوان التعب .
 
أتأمل ( جلعاد )، وغزلان السفح
 
وأهفو لبيوت تصاعد في كامل هيبتها ،
 
لتلامس أهداب السحب .
 
كنت أردد قافية من شعر المتنبي :
 
(( فديناك من ربع وإن زدتنا كربا
 
فإنك كنت الشرق للشمس والغربا ))
 
وألمُّ نسيماً هب بأجنحة الشوق السلطي ،
 
وأقرا رسماً لاح بدربي .
 
أسترجع ما خطته الأيام بحبر الشدة ،
 
محترساً من نبضي المسفوح ،
 
على هامش كتبي .
 
أستحضر وجهاً قمرياً غاب طويلاً ،
 
خلف رماد العمر ،
 
وأستبعد كيف أراه الآن بقربي ....
 
أقفل ذاكرتي حيناً ....
 
وأضم على همس الروح ،
 
رموش الهدب .
 
يأخذني نبع الحب الى نهر ممتد ،
 
قد شق الأرض بأوردة القلب .
 
وأعود لقافية المتنبي :
 
(( فيا شوق ما أبقى ، ويالي من النوى ،
 
ويا دمع ما أجرى ، ويا قلب ما أصبا ))
 
ممهوراً بالشعر إذن ،
 
بالخضرة ....
 
منسوجاً بخيوط الصحبة ،
 
والتذكار .
 
فكان القمر الماثل في عيني ،
 
تقلد بالشهب .
 
وكأن نهار الجامعة قطوف دانية .....
 
من فاكهة اليوم ،
 
وقد نظمت بالأغصان الغضة قلبي .
 
وكأن الأبواب المشرعة ،
 
نداء الافئداء اللهفى ... للنور ،
 
القادم مع أول ركب ...
 
يا من يسعف هذا العابر ،
 
كي يطلق آخر قافية للشعر ....
 
على سمع العشاق ....
 
ولا يسقط في الذنب .