قرية - محمود محمد الشلبي

(1)
 
*إلى الباقورة1 زمن الطفولة.. وقمر الذكريات الأولى
 
قرية تصحو على النهر
 
وتمشي للزفاف.
 
ويغنيها حبيب شفه الوجد
 
فيأوي للضفاف.
 
النهارات اشتعال الجسد الأسمر
 
في حقل من " الحلفاء2"
 
والغور جفاف.
 
قرية يوقظها الأولاد،
 
حتى آخر الليل،
 
وقبل الشمس نأتي النهر للعوم،
 
وبعد الشمس يدعونا انصراف.
 
***
 
كان ظل الجبل المدعو"العراق3"
 
حين يمتد رخياً
 
نرتدي ألفته حتى المساء.
 
كان صيد السمك النهري،
 
يغرينا...
 
فيدعونا: صغاراً... وكباراً
 
للقاء.
 
وصبايا القرية الوادعة الأيام،
 
يقطران زرافات إلى النهر،
 
ويرجعن...
 
متى شئن.. وشاء.
 
صيفها فصل يطول.
 
والشتاء الدافئ الأنفاس،
 
حلم لاصطياد البط.
 
في "الزور4"
 
وطقس الاشتهاء
 
***
 
قرية يعشقها القلب...
 
وفي القلب جراح... ومداد.
 
خطوة أو... أو خطوتان.
 
تفصل القلب عن القلب،
 
فيمتد السواد.
 
ليس إلا النهر...
 
 
 
هذا الولع اليومي،
 
هذا الوجع الحتمي...
 
والحاجز بين الدمعة الحرى...
 
وعين الوطن الموغل في الأهل،
 
وتصهال الجياد.
 
شوقنا ابعد منا ...
 
شوقنا أقرب منا...
 
والذي يقتلنا أن البلاد.
 
قاب قوسين ... و أدنى
 
من شرايين الفؤاد
© 2024 - موقع الشعر