خلق التفوق - سعد عطية الغامدي

إنه موسم الحصاد
 
وميدان التنافس
 
ومضمار السباق ..
 
ينال به السابقون ما يستحقونه من تقدير
 
ويحظى فيه المتفوقون
 
بما يمكنهم من تفوق أعلى ونجاحات
 
أرقى ..
 
ولكن العبرة بالعمل الدؤوب
 
فالتفوق والإتقان سمة
 
 
 
من سمات الخلق الرفيع
 
ترافق الإنسان
 
حياته كلها حتى
 
يفارق دنياه
 
ولا يخبو له فيها
 
جذوة حماس
 
أو شعلة إبداع
 
إنه الأداء النبيل في كل مجال
 
 
 
حلم’‘ كأنفاسِ الشّذَّى يتجدّدُ
 
يسمو الزمانُ به ويحلُو الموعِد
 
نسقيهِ من شَغَفِ التّوهج بسمةً
 
بيضاءَ لا تخبُو ولا تتردّد
 
ويبثّ في أعماقنا من وحيهِ
 
أملاً فيغمرُنا الرجاءُ ونُصْعِد
 
ويشعّ في آفاقِنا من هديه
 
ألقَا نسير به ويعلو المقْصِد
 
ونجيُء يحفِزُنَا لطيبِ نواها
 
هذي الوجوه النيرات ويحفد
 
عقدتْ على نيلِ التّفوق بيعةً
 
فوفتْ ببيعتِها وجلّ المعْقِدُ
 
ومضتْ وليس سبيلُها إلا العلا
 
والناسُ تلهو عن سناهُ وتقْعُد
 
ورأتْ بأنّ المجدَ لا يرقىا له
 
إلا الأعزُّ من الرِّجال الأمجدُ
 
فغدتْ لهُ لِتَناَله وتُنيلَه
 
وطنا على أُفق السّنى يتمدد
 
تُعلي البناءَ بفكرها وبجهدها
 
وتبثّ من حِكم النُّهى ما يُحمد
 
وتقيمُ من قيمِ الحياة منارةً
 
يمضي بها الساري ويزكو المُرشِد
 
تستقبلُ الدّنيا بوجهٍ مشرقٍ
 
وتسيرُ للأخرى بزادٍ يُسعد
 
لا تستطيلُ بسعيها أو كسْبِها
 
أو تستقلّ عطاءَ ساعٍ يَجهد
 
ولشدَّ ما يؤذي متىا ما أسرفتْ
 
نفس’‘ وغلّتْ في مكاسِبها يدُ
 
أو جاوزتْ حدّ العفافِ مقالة’‘
 
وطغىا على أفق الصفاءِ تمرّد
 
قممُ التّفوق والنبوغِ سَمَتْ على
 
عَرَضٍ يؤخِّر أو متاعٍ يُفسد
 
ولربّما اشتدّ الزمانُ ورابها
 
ريب’‘ وحاق بها نهار’‘ أسود
 
ليست تلينُ ولا تبارِحُ رتبةً
 
عليا ولكنْ تستقيمُ وتصمدُ
 
وتظلّ تصعد في الحياة إلى غدٍ
 
أحلىا ويحسنُ في صنائعها غد
 
ترنو الصّقورُ إلى علوّ مكانها
 
وعلوّ همّتها ويسمو المَشْهَد
 
وترى النّسائمَ في البكور عرائسا
 
قد شفّهن إلى التّفوق موردِ
 
ويذوب عطر’‘ في الزهور توددا
 
لو كان يكفي للنجاح تودد
 
لكنّه خلقُ التّفوق وحده
 
سرُّ الحياة ونبضُها المتجدِّد
© 2024 - موقع الشعر