تسألني بنيتي: من أين جئت يا أبيأكنت في مؤتمر في مشرق أو مغربإذ جاء رهط مسرع مثل الجراد الأصهبفقال: أقبل معنا إلى كهوف الكربوافتح لكل كالح يقفز مثل الجندبمفتش منقب إلى الأذى منتدبفانتشروا في منزلي كالنار وسط الحطبونقبوا في غرف وصالة ومكتبعن فتنة مخبوءة وعن سلاح مختبيفغرفة المنام لم تسلم من المنقبملابس النساء لم تنج ولا درج الصبيفآلة التصوير قد حطت بظهر البكبو(الفكس) لف شاكيا من أسره في المركبقد زعموه –ويحه- مراسلا للأجنبيوصادروا قصائدا تهز نوم العربوصادروا صحائفا مشرقة كالشهبمن كل فكر مصلح مؤجج مهذبكأنها مخدر في علب مجتلبكأنها زندقة تفسد أهل المذهبكم مسجد ومرقد ومطعم ومشربفي غرفة منحوتة في جبل من رهبكأنما الأمتار في صحرائنا من ذهبكأنما الإنسان في صحرائنا من تببأو أنه دواجن في قفص من قصبزنزانة ضيقة كجحر ضب خربمفردة كأنها مربض وحش أجربذات جدار أملس ممرد منسكبلو صعد النمل به لارتد واهي العقبنهارها كليلها داج كوجه العقربفالشمس غابت مثلما غاب ضياء الكوكبمعفن هواؤها كمربط للأكلبفلا تهب نسمة من الهواء الطيبولا ترى عين بها نور الفضاء الأرحبفي السقف عين شاشة دائمة الرقبتدك كل خفقة بمسمع مثقبترسم كل لحظة بفلمها المستوعبتحصي بها أنفاسه فليس بالمسيبحتى السجين ما نجا من شاشة التعقبمراقب مراقب حتى ببيت الأدبمن عرف الله يجد كم راحة في التعبأحواله خفية عن غافل ذي غببالسجن كهب فكرة وخلوة بالمجتبيإن غل الناس بما ينالهم من رهبفشغله بطاعة عن هاجس مجتلبووقته تأمل في عالم مضطربوفكره رياضة تجول في رحبفي الحبس كم من لذة -رغم الأذى- ومأربويصبح الإنسان في كهف بدون لقبيدعى برقم تافه ينسى كريم النسبيحتج أهلي ما دروا عن كهفي المسردبوالسجن من غير خنا شهادة المطلبمن خاف ربا لم يخف عبيده وإن سبيوالخوف محض فكرة في خاطر مسترعببحزنه ويأسه وشكه مقلبفانتزعوا إقراره بالسوط أو بالمخلبحتى تصح تهم قد لفقت في الغيهبحتى يقر أنه د هد دار الحسبوأنه مخرب قد شق سد مأربوأنه مشاغب بل رأس أهل الشغبوأنه البسوس إذ نهيج حرب تغلبوأنه مبتدع ينشر شر مذهبحتى يتوب هاجرا كل جهاد موجبوكل نقد كاشف كل سراب خلبويرفق اعترافه ندامة المستعتبكأنما جهاده تثليث أخل الصلبكأنما اجتهاده في الله مسح النصبوهو يناجي نفسه تجلدي واعتصبييا نفس تلك محنة فاصطبري واحتسبلا تجزعي صكوكهم مثل هباء هبهبقاضي القضاة ناقض غدا غدا فارتقبإن قهروا إرادة تحت جحيم الكربفمطمئن قلبه على الهدى لم يذنبصكوكهم شاحبة رغم المداد الصيبوالشعب صار مدركا لكذبها المرجبيا ضيعة الدين ويا ضيعة أهل الحسبقد أصبحت آلامهم رزقا لذيذ الحلبلباحث محقق بسوطه المعقربومخبر مستتر خلف الخطا مستعقبفي شارع ومسجد ومنزل ومكتبأذاك أمن رحمة أم ذاك أمن مقصبأمن لمن؟! والخوف في دمائنا والعصبتاريخ سجل إنه أمن ولكن أجبمباحث مباحث كمثل جيش لجبحماة أمننا ألا عقل ودين يجتبيسجلتموا فتشتموا حققتموا بالمضربفهل رأيتم غير ما يرفع هام الطيبوطاعة الولاةفي ال معروف لا في التببلما رأتني هللت يا ألف ألف مرحبرفعت رأسي يا بني في نوادي العربليس بحمل ذهب ولا بنيل منصبلكن بحمل واجب يثقل ألف منكبووالد مصطبر بكظم حزنه الأبييقول: ابني راشد يعرف كل الدربفإن مضى في محنة فهو مجاهد سبيخير الجهاد كلمة بالحق رغم الرهبما العار سجن مظلم العار صمت النخبقد شهرت بتاصح ومصلح مهذبوجاهرت بذمهم وسكتت عن ريبوجعلت أعراضهم منتوفة كالزغبوتركت أجسادهم مرمى لضرب القضبوسكتت عن ناشر كل فساد أجنبييا شيخة جليلة حازت رفيع الرتبلا تقمعوا إخوانكم أبناءكم في المشربلا تجذموا أكفكم عضودكم في المطلبإن أكلوا أكلتموا كمثل زاهي الرطبوالناس فيكم حيرة على جميع الشعبفبعض قال: داهنوا ومن يداهن يسلبوبعض قال: فتنوا بشهرة ومنصبوبعض قال: ضعفوا والضعف شر مركبوبعض قال: خدعوا بظاهر مقولبونحن قلنا استحلوا ركوب بحر قلبيا من أراد قمعنا موتا لرأي مجلبوهبته توهجا فصار نجم القطبدوهبته بقمعه جناح طير أغلبكان كلاما سابا وكان بعض الخطبفصار حيا شاخصا بالجسد المعذبفما البخور دون نار غير بعض الخشبحذار من واش بنا في مكسب ومنصبمداعب سبحنه حول الشواء محتبيجيوبه مملوءة بفضة وذهبيغمس في أعراضنا في الزبد زاهي الرطبفما لكم في فتية تنصح دون مأربوالنصح حق أمة في زمن التهيبوالنصح حق حاكم لطاعة مستوجبوالرأي إن يظهر يبن عن ثاقب وخائبفإن يصب فصيب يخصب كل كجدبوإن يطش فحاوروا بالمقنع المصوبورب رأي مخطئ يفضي لرأي منجبيا من يروم شاعرا كبهلوان ملعبمهرج في مسرح مستطرف مستطربمخدر ضميره أو باعه بذهبإذا رأى وليمة أقبل مثل أشعبوإن رأى كريهة فر بساقي ثعلبقد رمت شعرا فاترا وإن شعري عصبيشعري ليس خادما يمتص ماء الجوربشعري ليس سلما لمنصب أو ذهبشعري حر خادم لأمتي ومذهبينذرته مجاهدا بالكلم المهذب
مناسبة القصيدة
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.