هذا هــو المحزون - فُصحــى - - رنيم الفارسي

رُوحاً أَجِيءُ وَمجْلِسِي تَحْت الثَرى
وَصرُاخُ أَشْلائِي يَحُدُّ الأَسْطُرا

رُوحاً َأجِيءُ يَحُفُّني بتوجُّعٍ
مَاضٍ يُحَالِفُ أَحْرفاً أَنْ تَذْكُر

مَا زِلْتُ أَبْكِي كُلَّما ذُكِرَ الذِّي
مَنْ كُنْتُ أَعْشَقُ عِشْقَهُ المُتَفَجِّرا

مَنْ كُنْتُ أَحْيا فِي الحَيَاةِ لأَجْلِهِ
مَنْ كَانَ دُونيَ لا يَطِيقُ تَصَبّرا

مَا قُلْتُ قَوْلَ اليَأْسِ حَتى عَادَنِي
وَرَمَى بِحُلْمِي بَيْنَ أَكْوَامِ البَرَى

هَذَا هُوَ المَحْزُونُ يَنْزِفُ جَرْحَهُ
وَدِمَاءَهُ تَسْقِي الجِبَالَ تَحَدّرا

قَدْ كَانَ قَبْلَ اليَوْمِ يَنْسِجُ بَسْمَةَ
تَحْكِي بِرَوعَتِهَا السَّحَائِبُ وَالذًّرَى

وَلَطَالما جَعَلَ القَصِيدَ مُرَدِّداً
لِصَدَى رَنِيمٍ ، بالسَّعَ ادَةِ أَجْهَرا

كَانا* كَنَهْرٍ لا يَجِفُّ وأقْسما
أنْ يسْتديمَ الوَصْلُ أوْ أنْ يكْبُرا

فَتَعَاهَدَا بِالأَمْسِ لَنْ نَتَفَرَّقَا
وَاليَوْمَ صِدْقَا أَخْلَفاهُ وَأَنْكَرَا**

فَكَأَنَّها الأَحْزَانُ حِينَ تَتَوَّجَا
بِالسَّعْدِ قَالَتْ وَيْحَكُمْ لَنْ يَعْمُرا

هَذا هُوَ المَحْزُونُ يحكي قِصّة
بِحُرُوفِ أمْسٍ قَدْ تَلَتْها الأقْمُرا

كُنَّا هُنا لُغَة الغَرامِ وَسِحْرَهُ
كُنَّا وَكانَ السَّعْدُ وَهْجاً نَيِّرا

حَتى إِذَا فَتَحَ الظَّلامُ سَِتارَهُ
وَمَحَا الدُّجَى فَكَأَنَّنا تَحْتَ الثَّرى

قِيلَ ارْجِعَا عَلَّ الصَّبَاحَ يمسّكم
بِعَظِيمٍ وَهْجٍ مَالَهُ أَنْ يُسْفِرا

فَظَنَنْتُ أَنَّا إِنْ رَجَعْنَا نَلْتَقِي
طَوْقَ النَّجَاةِ وَضَوْءَهُ كَيْ نَعْبُرَا

فَإِلى الوَرَاءِ تَسَابَقَتْ خَطَوَاتُنَا
وَبَدَا ضِياءٌ يَسْتَضِيءُ بما جَرَى

وَتَكلّلتْ نَبَضَاتُنا بِسَعَادَةٍ
وَالقَلْبُ قَدْ سَاقَ الهَوَى مُسْتَبْشِرا

فَإِذَا الظَّلامُ يَعُودُ زُوراً قَبْلَ أَنْ
يَرْتدَّ طَرْفاً للعَشِيقِ وَيَنْظُرا

رُحْنا وَعَيْنُ الحُلْمِ تَرْعَانَا فَمَا
عُدْنا سِوَى بِاليَأسِ جِفْناً مُبْصِرا

فَرَحٌ كَبَيْتِ العَنْكَبُوتِ تَخَلّقَا
وَالحُزْنُ بُرْجٌ مِن حِجَارٍ عُمّرا

رُوحاً أَجِيءُ وَدَمْعَتي سَبَقَتْ يَدِي
فَمَتى تَمُوتُ الرُّوحُ حَتى تُقْبَرا ؟

© 2025 - موقع الشعر