بلا قافية

لـ محمد الاسدي، ، في غير مُحدد، 1،321

بلا قافية - محمد الاسدي

مرّ عامٌ
 
خذلت القصيدة فيهِ
 
وقد هجرتنيَ
 
لما ظننت بها السوءَ
 
حين رأيت بقايا من الفحشِ
 
مما .. تركته يدايَ
 
بأثوابها الطاهرةْ
 
* * *
 
مرّ عامٌ ولا أستطيع الكتابةَ
 
حيث نفوذ السياسةِ
 
والإثمُ تحت سقوف المساجدِ
 
فالقوم قد ملّكوا أمس
 
عاهرة بينهم
 
ثم عادوا ليثنوا على شرف العاهرةْ!!
 
* * *
 
مرّ..
 
ما في دمي غير حبر كثيفٍ
 
من الكذبِ والسفسطاتِ
 
سوى قطرة من زمان الهوى
 
هرعتْ
 
وهي تبحث عن موميائيَ.. خائفةً.. حائرةْ
 
* * *
 
مرّ..
 
لا أستطيع التوغل في الشعرِ
 
لا أستطيع التغزل بامرأةٍ
 
لم تزل للهوى ساهرةْ
 
* * *
 
سمرٌ لا تحب سوى النثرِ
 
وهي تبحث في هذيانيَ عن أحرفٍ
 
حيث لا شيء غير الحصى
 
وبقايا خطوط على راحتي
 
وخطى حول أرضٍ
 
كما الدائرةْ
 
* * *
 
اوقفوا رحلة الألم البشريِّ
 
الذي أثقل الكونَ
 
هذا (المعريُّ) يبكي علينا
 
ويضحك في الليلة الآخرةْ
 
قد رجمناه بالكفر ِ
 
وهو الذي أبصر البحرَ في عمقهِ
 
حين يسخر منا ويرمي لنا بالحصى
 
ثم نحسبه لؤلؤا
 
ثم نحصيهِ
 
ثم نقتّل أنفسنا
 
ثم نقحم شيئا بشيء.. كان أجدر نخصيهِ
 
* * *
 
سمرٌ تشتهي
 
أن تحرك أنحائيَ الغافيةْ
 
وأنا أشتهيها قصيدة شعرٍ
 
بلا عقدٍ
 
وبلا نمنماتٍ
 
تنام لتحلم بالمقبلِ
 
قصيدة شعرٍ
 
على شاطئ الحبِّ
 
تكتب في كل يومٍ
 
ولم تكملِ
 
قصيدة شعرٍ
 
تدور تدور ولا تنجلي
 
فاعل فاعل فاعل فاعلٌ !!
 
قربي ثغرك الغضّ.. في ذروة العشقِ
 
لا تفعلي!!
 
أشتهيها كما هيَ
 
مسبلة الشعر مملوءة السنبلِ
 
تستحثّ فضولي
 
وتنهي الحوار من الأولِ
 
أشتهيها كما ولدتْ
 
وهي عارية حافيةْ
 
كقصيدة شعرٍ
 
بلا لكنة.. وبلا قافيةْ
 
 
 
 
بغداد/ خريف 2005
© 2024 - موقع الشعر