حر أنا

محبوبتي عودي تعدْ أرواحُنا ... في عينِها حبُّ الجفا كالمرتمي...
 
عرْبيَّةٌ سوريَّةٌ شاميَّةٌ ... لم يكفِها شعري و لا يكفي دمي...
 
أفديكِ بالروحِ الَّتي لا يفتدى ... حبٌّ بها أو بسمةٍ عافتْ فمي...
 
ساهرتُ همِّي وحدةً أشكو الأسى ... في غربةٍ ليستْ كتلكَ الأرحُمِ...
 
ساهرتُ دمعي في ليالي وحدتي ... أحببتُها لكنَّني لم أرحمِ...
 
غُرِّبتُ و الروحُ الَّتي أبقيتُها ... في شامِنا راحتْ و لم تستعلِمِ...
 
هل ماتتِ الأطلالُ أم ماتَ الهوى ... أم ماتتِ البسماتُ أم ماتَ الحمي...
 
أم رحتِ يا محبوبتي أم لم ترحْ ... أم لنتِ يا أيَّامُ أم لم ترحَمِ...
 
أم حرُّها في سجنِه ما حُرِّرَ ... أم حرُّها من فرحةٍ لم يُحرَمِ...
 
هذا الَّذي أبقتْه لي محبوبتي ... حبَّاً و ما للحبِّ من مستلئِمِ...
 
ثاروا و ثارتْ دمعتي أبكي الجفا ... عن موطني في بلدةٍ كالميتمِ...
 
شوقي الَّذي أخفيتُه في جوفنا ... كالظالمِ المظلومِ لم يستسلمِ...
 
إذ كانَ شوقي قاتلاً يا دنيتي ... خلِّي الهوى و احكي لنا لا تؤلِمي...
 
فخري بنفسي لستُ إلَّا من عربْ ... لم أصطحبْ من كافرٍ أو أعجمي...
 
فخري دمشقُ الروحُ و الأحبابُ و ال ... آمالُ و الأفراحُ في مسرى الدمِ...
 
و العطرُ من حولي فلا يفنى ألا ... يا ياسمينَ الشامِ آهٍ مُلئِمي...
 
لا تحزني شامي و لا تستسلمي ... إن نحوِ ظلَّاماً طغَوا لا تُرحمي...
 
من يغتربْ يلقَ الأسى كالصاحبِ ... يلقَ القريبَ المصطفى كالمجرِمِ...
 
إنِّي زرعتُ الوردَ في دربِ الَّتي ... أهدتْ دروبي شوكَ دربٍ مظلِمِ...
 
إنِّي رأيتُ الموتَ في ليلي و ما ... هابتْ عيوني موتَنا في أزلَمِ...
 
إنِّي و ربِّي محورُ الدنيا الَّتي ... دارتْ و إنِّي ثابتٌ فيها حمي...
 
إنِّي بأسبابِ المنايا مؤمنٌ ... ما همَّني موتٌ فقد سادتْ دمي...
 
إنِّي بعيدٌ بل قريبٌ بل أنا ... ريحٌ و ما لي في الدنى من معلمِ...
 
يبكي علينا كلُّ قلبٍ قد قسى ... أو ما قسى آهٍ فحتَّى من عُمي...
 
شعري غريبٌ مستخارٌ يسهلُ ... للعميِ و الصمِّ الَّذي لم ينقمِ...
 
قاهرْه تُقهرْ قاهراً قهرَ الهوى ... فارقْه تندمْ في الجفا أو تندَمِ...
 
ميميَّةٌ مكسورةٌ لم تنكسرْ ... مهبوبةٌ هبَّابةٌ كي تعلمي...
 
كم كمَّ كمَّامي كفى كم كمَّ كم ... ناديتُها كم كنتُ كالمستسلِمِ...
 
هبَّتْ هباهيبُ الهبا تهبو الهبة ... مارتْ مراميرُ المرارِ الأدلَمِ...
 
حرٌّ أنا و القلبُ في قبري ألا ... يا من حميتَ الروحَ لا تستسلِمِ...