ذكرتكَ حين طاب النسيم
و ذكرتك حين اشتدّ الحرُّ
و ذكرتك حين تجمد الصقيع
فكيف حالك وطني الحُرُّ
و كيف حال ليالينا الجميلة
تلك التي شهدها القمرُ
حين سألتك كيف سافارقك
و باي قلب وطني سأغادرُ
اجبتني باناشيد اور تحملها
الرياح و ترددها المنائرُ
هنالك تحت النجوم البيضاء
جلستُ على العشب يوما افكرُ
و انهمرت الدموع حين جال
ببالي اني على تركك ربما اجبرُ
و كانني سمعتُ الارواح تقول
لي: ما تدري ما تخبيء المصائرُ
فهل مصيري ان اموت بعيدا
وطني ما هذا الحكم الجائرُ
قد امطرت قبل يومين فذكرتك
كيف القلب على فراقك يصبرُ؟!
و اذكرك ان رأيت الورود
فهل يذكرني عبق وردكِ العطِرُ
حين اكلنا سمكك اللذيذ
و ارسل الينا نسائمه النهرُ
ظننا ان لا حزن في الدنيا وطني
و سينقضي بجنبك العمرُ
اذكر يوما اشتدت فيه الرياح
و هاجت العواصف و انحنى الشجرُ
فخرجتُ الى سطح بيتنا و حينها
احسست كم احبك وطني، هل تذكرُ؟
قد رماني القدر اليوم بعيدا
عنك يا وطني، فماذا انتظرُ؟
أأنتظر قدوم الربيع يوما
و لا ربيع غير ربيعك يُنظَرُ
يا وطني احسّ ان الدنيا صحراء
و لا ارض غير ارضك تزهر
يا وطني احسّ ان الحياة خواء
و ان الفرح فيها يندرُ
و لو سمعتُ نفسي قبل عامين
حين كنت في نهر قُربك ابحرُ
لو سمعت نفسي متشائما
و هذا الكلام عني يصدرُ
لما صدّقت هذي الحياة وطني
و كم فيها التقلب يكثرُ
هل تذكر مسيري فيك و الرياح
على ستائر المحلّات تتكسّرُ
حين انتهت الحرب الاخيرة
حين مشيت و الزجاج متطاير
هل تذكر دراجتي فاني اذكرُ
حين انطلقنا جميعا نلعبُ و نصفّرُ
هل تصدق اني لا زلت اعيش
فيك موطني، ارتاح و اتذمرُ
اعيشك في احلامي موطني و
يا ليت احلامي على الواقع تُنصَرُ
فان اصحو فالى لقاء فاني
اعلم اني على لقياك كل ليلة مثابرُ
و تخيل حال يومي و الشمس تسطع
و نور شمسك في بالي ينتشرُ
فمتى يجمعنا القدر من جديد
موطني، لعله مثلما يكسرُ يجبرُ
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.