تَــراتـيـــلُ الـنّـهـايـــة

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

تَــراتـيـــلُ الـنّـهـايـــة - حمدي الطحان

[ [
 
للشاعر / حمدي الطحان
 
-------------------------------------
 
دَعِي الأمْسِيَاتِ البعيدة
 
و وَهْمَ الأماني الشَّريدة
 
و ما كان عدلًا
 
و ما كانَ ظلمًا
 
و ما كان حُلْوًا
 
و ما كان مُرًا
 
فَماضي حياتي تَبعثرَ خَلفي
 
و هذا جَوادي يَشُدُّ الرِّحالَ
 
لأرضٍ جديدة ...
 
مع النَّارِ كانت لنا قِصتانِ
 
فراقٌ و لُقيَا
 
و يومُ اللقاءِ كيومِ الفراقِ
 
كتابٌ تَقَطَّر دمعًا
 
و ذكرى
 
هربتُ إليكِ
 
فَأجفلْتِ مِنّي
 
فلم أرضَ عنكِ
 
و لم ترضي عنِّي
 
جَوادي تَعثَّرَ فَوقَ الطَّريق
 
و وجهُ العدوِّ كوجهِ الصَّديق
 
و لونُ الطُّيورِ حَزينٌ
 
كَئيب
 
و عينُ الفضاءِ تجرجرُ هُدبَ المسافة
 
وتَهطلُ نارًا
 
و جَمرا
 
و عِطرًا
 
و زهرا
 
هُنا جمرتان
 
هُنا زهرتان
 
و شَعرُكِ قَيَّدَ ليلَ الوجود
 
فَلن يَستطيعَ الفِرار
 
الفِرار
 
علي كلِّ بابٍ
 
غُرابٌ تَمَطَّى
 
و طِفلٌ تَغَطَّى
 
بِثوبِ المَخافة
 
دمائي تحاكِي خُدودَ الرُّعودِ
 
أنينَ العُهودِ
 
و طيفُكِ يَختالُ فَوقَ الجِدار
 
و مَوجُ البِحار
 
وقَتْلَى المَحَار
 
بِقلبِ الجَوادِ تَسُدُّ العُروق
 
لِكي لا يُحلِّقَ فوقَ البرُوق
 
و كيما يَموت
 
و كيما يَظلَّ العدوَّ الصَّديق
 
**************
 
أنا ما يَئِستُ
 
و لكنْ أَبيتُ انتحالَ الأمل
 
لِمَن كانَ عِشْقِي؟!!
 
لمن كانَ هَمْسِي و شَدْوِي إذن ؟!!
 
ظننتكِ يومًا أَصَخْتِ
 
أَجبْتِ
 
أَعدْتِ حَديثَ الهَوَى و الهُيَام
 
ظَننتُ الغرامَ الّذي تَزعُمين
 
سَيطْوِي المكانَ
 
و يَطْوِي السِّنين
 
ظننتكِ نورًا
 
فَكنتِ الظَّلام
 
ظننتكِ حِصْنًا
 
فكنتِ الحُطام
 
وقُدْتِ زِمامي لدنيا الضَّياعِ
 
و جَمْرِ الوداعِ
 
و وحشِ الأنين
 
**************
 
سَجنْتُكِ قُلْتِ
 
و كم ذا سَجَنْتِ
 
و ما كُنتُ يومًا بذيئًا
 
دَنيًّا
 
و لكنْ نَقِيًّا
 
أَبيًّا
 
قويًّا
 
فَقولي لِكلِّ الخلائقِ خلفي
 
بأنِّي عشقتكِ عِشْقًا كبيرا
 
و أنَّكِ مَزَّقْتِ حبلَ الوِصال
 
و أنَّ الفؤادَ الَّذي يَصطفيكِ
 
تَرنَّحَ تحتَ صُخورِ المُحال
 
و ما عادَ يَركُضُ فقَ البروق
 
و ما عادَ يعرفُ أينَ الطَّريق
 
فذلكَ يَكفِي
 
لِكيما تَتيهي
 
تَطولي السَّماء
 
تَزيدي اغترارًا
 
فِرارًا
 
شقاء
 
**************
 
أُصَارعُ نَفسي لكي لا أراكِ
 
وقلبي تَقَاطرَ مِنِّي إليكِ
 
تَبَعثرَ حتَّى يَطوفَ عليكِ
 
و يَنثرَ عِطرَ الهوَى في مَداكِ
 
**************
 
سَأرحلُ حتَّى أعافَ هواكِ
 
و أنسى شذاكِ
 
و أنسى سَناكِ
 
سَأرحلُ حَتَّى تهوني
 
تَغيبي
 
تَضيعي
 
تكوني مُجردَ حرفٍ صغيرٍ
 
بِديوانِ شِعري
 
تكوني مُجردَ نقشٍ خفيفٍ
 
على كهفِ عمري
 
سَأرحلُ حتَّى أُعِيركِ سَمعًا ثقيلا
 
و عينينِ ثلجيَّتينِ أَطاعا الخُمُولا
 
و قلبًا جَديبًا
 
و حِسًّا كَسُولا
 
سأرحلُ حتَّى أَعَاف الشُّعورَ
 
الغرامَ
 
الحياة
 
و أُسْدِلَ فوقَ الوجودِ الجميلِ
 
سِتارَ النِّهاية
 
و أنسى البداية
 
أنسى النِّهاية
 
و أنسى البداية
 
أنسى النِّهاية .......
 
****************
*************
********
© 2024 - موقع الشعر