فلتصمتي

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد

فلتصمتي - حمدي الطحان

للشاعر / حمدي الطحان
 
فلتصمتي يا نبضتي ...
فلتصمتي
لم يبقَ منّي غيرُ مسخٍ ميِّتِ
لم يبقَ إلاّ أن تُغيَّبَ جثتي
كم ذا انهزمتُ , ومُزِّقتْ أُنشودتي
كم ذا انكسرتُ , وطوَّحتني رايتي
ضاقتْ بمثلي ساحتي
ضاق الوجودُ بقصتي
وتوعّدتني غربتي
فلتصمتي يا نبضتي ...
فلتصمتي
 
****************
 
ما عُدتُ أعقلُ ذي الوجوهَ تحوطُني
تتغيَّرُ القسماتُ كلَّ دقيقةِ
تتبدَّلُ الألوانُ كلَّ هُنيهةِ
قد بتُّ أجهلُ سحنتي ...
وهويّتي ...
وحقيقتي
فالزَّيفُ أعطبَ نظرتي ... وبصيرتي
والوهمُ ألقمني صخورَ الحسرةِ ...
والذِّلَّةِ
قد أمست الدُّنيا كتابًا مُغلَقَ الكلماتِ ... ألغازًا تشُلُّ قريحتي
وتُصيبني بالرَّجفةِ
والَّلوثةِ
قُطِعتْ نياطُ تواصُلي ... وتحمُّلي
غِيلتْ معاني الصُّحبةِ
وتمزَّقتْ لغتي على أنيابِ غُولِ العتمةِ
فلتصمتي
 
***************
 
الصِّدقُ شوقٌ أم هُراءٌ أم صدَى
والحقُّ حُلْمٌ أم ضميرٌ أُوصِدا
والحُبُّ عِطرٌ أم سرابٌ في المدى
والطُّهرُ جرحٌ أم دواءٌ بُدِّدا
والبِرُّ غَرْسٌ أم هواءٌ أم ندى
هذي الطَّلاسمُ قد تردَّد ذكرُها
فوقَ الشِّفاهِ بكثرةِ
من ألفِ عامٍ رُبَّما
ولرُبَّما من حِقبةِ
ولربَّما كانت شُعاعَ الشمسِ ... أنفاسَ الجداولِ والرُّبا
ولربَّما كانت حنينَ الزَّهرةِ الخجلى ... وعِطرَ الموجةِ
ولرُبَّما كانت سناً للرُّوحِ عندَ الظُّلمةِ
ولرُبَّما كانت شغافَ المُهجةِ
لكنَّها غابتْ ... وماتتْ بهجتي
فلْتصمتي
فلتصمتي
فلتصمتي
 
.............................................
...........................
.............
© 2024 - موقع الشعر