إلاّ البلَّاعات - حمدي الطحان

( ( إلاّ البلاّعات ) )
 
للشاعر / حمدي الطحان
 
--------------------------------------------
 
قد كنتُ أظنُّ الموت بسيفٍ
 
أو ثعبانٍ
 
أو سكين
 
أو حتى مِحرقةٍ
 
أو مِشنقةٍ
 
أو وأدٍ
 
أو إغراقٍ
 
أو رجمْ
 
لكنَّ الموتَ تطوّرَ تبعًا للزمنِ البرقيِّ الخاطفْ
 
و تحوّر كالحرباءْ
 
فهناكَ الموتُ الفخمُ الأسطوريّْ
 
وهناكَ الموتُ الغوغائيّْ
 
موتٌ برصاصِ نحاسٍ أو مطّاطْ
 
موتٌ بجحيم قنابلَ أو قُبُلاتِ دُخَانْ
 
وكثيرًا ما يَثِبُ الموتُ المقدورُ الهادرُ من فوّهةِ رجالاتِ الحيّْ
 
وأيادي التُّجَّارِ الفجَّارْ
 
أحيانًا تحتلُّ جحافلُ ذاكَ الموتِ عقارًا ينهارْ
 
أو أرصفةً غرقتْ في ماءِ الأمطارْ
 
أو تيارًا قد أوغلَ في العُرْيِ الَّلامرئيّْ
 
أو بلاعاتِ الصرفِ الصحيّْ
 
ومرارًا ما يَتَخفَّي سرُّ الموتِ المحظورُ البئريّْ
 
في بطنِ طبيبٍ شرعيّْ
 
فبربِّكَ لو خُيِّرْتَ فماذا قد تختارْ ؟!!!
 
طبعًا ترضيكَ جميعُ المَوْتاتْ
 
لكنْ
 
إلاَّ البلَّاعاتْ
 
إلَّا البلاعات !!!!
 
............................................................
.......................................
..............................
© 2024 - موقع الشعر