يخرجُ الأنسانُ منْ بطنِ أمِّهِويعودُ الى الأصلِ وأصلهِ منْ ترابٍوبينهُما رحلةُ قطارِ العُمرِقِطار طوالَ رحلتِه يُقلني ولمْ أرَهُإلا وقدِ اختارَ لي محطاتٍ مؤلمةًوكمْ توقَّفَ على محطاتٍ تقهرُتبًّا لكَ يا قطارَ رحلةِ عُمرِيفي بداية ِإنطلاقِكَتركتَني أتمتّعُ بجمالِ الإنطلاقِوَبدأتُ حيَاتي بجميلِهاحَنانُ أمٍ وعطفُ أبٍ وَوطنْومِنْ حَولي الأصدقاءُ.. وكنَّا لبعضنَا أوفياءُوَتركتُ أول محطهوكشفتُ أنَّ هذهِ مجرَّدُ خُدعَةوما هيَ إلا محطةُ الإنطلاقِتُخبرنا وتُعلمنا أنَّ هُناكَ محطاتٍ ومحطاتٍكلَّها أسودُ منْ دخانِ القطارِ وأمرُّ منْ علقمٍقطارٌ ساخرٌ ..يسخرُ منّا تارةً بعدَ تارَةبإستراحة بسيطة نلتقط معها أنفاسنانظنُّ أنَّ هُنا استراحةٌ وهٌنا سنبقَىويبدأُ القطارُ بحراكٍ بطيءٍ ببطءِ اليومِ الحزينِوبطءِ الأنفاسِ الخائفةِ المنقبضَةِلِيبدَأ برحلةٍ أخرَى لمحطَّةٍ أخْرى تلوَ أخرَىوفي كلِّ مرَّة أرَى فيها كمْ أنتَ لئيمٌ يا قطارُأرَى أنَّكَ قاسٍ وأنَّكَ لا تريدُ للبشرِ أنْ ترتاحَوما أكذبَ ما نراكَ تكتبُهُمنْ شِعاراتٍ على جُدران محطاتِكَإضحكْ .. إبتسمْ .. لا تكرهْ .. لا تحقدْلا تنكسرْ .. لا ولا ولا ولا ولاولكنْ لم نرَ منكَ يا قطارَ العمرِإلّا مرًا ومراوما تلكَ الفرحةُ أوِالبَسمةُ إلا ثانيةً.. تمرُّ بها في استراحةٍوما هيَ إلا كالأنسولين لمريضِ السُّكرأو كالكيماويُّ لمريضِ السّرطانتريدُ أنْ تُطيلَ عُمرَهُ فَقطْلكَي يرَى أياماً أمرَّ وألعنَ مِنْ سَابقتِهَاتمرُّ وعَلى كلِّ نوافذِكَ أقنعةٌ وأقنعَةٌفكلُّ سجلاتِ رحلاتِك قرأتهُاولم أجدْ بهَا إلّا نصَّ النُّسخةِ مُكررةًبدايةُ الرحلةِ جميلةٌ ورائعةٌوتخرجُ منْ أوّلِ محطةٍليحملَ المسافرُ معهٌ الذّكرياتِترافقهُ بقيّةُ الأيامِ وطوالَ رحلتِهِلكنْ يبقَى دائماً ما هو مُكررُكلُّ الألمِ ..الخوفُ .. الجوعُ ..الفقرُ . الحرمانُالمرضُ ..الفسادُ .. الضياعُ .. الخيانةُتشتيتُ فكرٍ .. تقليلُ ايمانٍ .. زرعُ الشّكِّ بالأنفُسِقتلُ الإبداعِ وكتمُ أفواهٍ وقمعُ حريَّاتٍباللهِ عليكَ .. لمَا تمرُّ بنا بهذهِ المحطاتِلما لم تخرجْ عن مساركَ بعدَ أوّلِ محطةٍلنحيَا على أقلِّ الإيمانِ .. تلكَ اللّحظاتِ الجميلةِ في حياتنَاأو نمتْ دونَ أن نعانِي كلَّ هذهِ المعاناةِأيُّ وريثٍ هذا الإنسانُالّذي لا يرثُ إلّا كلَّ هذهِ الآلامِأيُّ أرضٍ هذهِ ورثناهَاكأنهَّا شجرةٌ لا تحملُ ولا تطرحُ إلّا كلَّ بؤسٍ وعبوديَّةٍخوفٍ ورعبٍ وقهرٍ وخيانةٍأعلمُ أنَّ هناكَ منْ سيخرجُ ليسألَأين إيمانُكَ ؟أين صبرُكَسأجيبُكَ لو ْلمْ أكنْ مؤمنًا صابراً وأستسلمتُهل وصلتُ على مشارفِ محطة خمسين!!؟؟ولكنْ سأسألُك بعدَهاهل قلبُ المؤمنِ كتبَ عليهِ أنْ يبقى دومًا حزينًا؟أو أنْ يحبَّ النَّاسَ فيكتشفُ أنّه ُمحاطٌ باقنعةٍقناعٌ يسقطُ معَ كلِّ محطةٍوأناسٌ لعلَّها مِثلي بكلِّ محطاتهِا وَرحلتِهاوآخرونَ بالأصلِ ضائعونَ منافقونَ لا حياءَ ولا دينَولكنهُم عايشيييييييين"ألشرطُ لنحيَا مثلَهُم أن نكونَ بأخلاقِهم؟أجيبكَ أنا مرَّة أخْرىواللهِ لنْ أكونَ ولنْ أقولَ إلّا "لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ"اللهُمَّ إنّكَ رَبِّي وحدكَ ولا شريكَ لكَأنتَ ربّي وبكَ أستعينُ
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.