الـــــخــــلُـــــــُـود - سعاد الكواري

يَمُرُّوَنَ مُرُورَ الِكرامِْ على طَاوِلَتَيْ
 
يَمُرُّوَنَ ويَخْتَفُونَ
 
دُونَ أنْ يَتْرُكُوا أيَّ أَثَرٍ يَدِلُّ علَيهمْ
 
يَمُرُّوَن هكذا فلا أَشْعُرُ بِهم أبداً
 
أيَّتُها المُوْجَةْ القَادِمةْ مَنْ أَبْعَدِ كَهْفْ
 
أَيَّتُهَا الَمْوجَةُ الأخِيرةْ
 
تَطَايَرَيْ وَاصْطَدِمِي بأَطْرَافِ الَمدِينَةْ
 
هُنَا يَنَامُ التِّمْسَاحْ والُحوتُ الأزْرقْ
 
هُنَا تَنَامُ أَقْدَمُ قَوْقَعَةْ بَنَتْ قِلاعَهَا في القَاعْ
 
بَنَتْ مُسْتَوْطَنَةً لِلأسْمَاكِ الَّتائِهَةْ
 
بَنَتْ قَبْرَاً لجَسَدٍ تَنَبَّأتْ لَهُ العَرَّافَةُ بِالمَوْتِ غَرَقاً
 
أَيَّتُها الَمْوجَةُ الَقادِمَةْ مَنْ أَبْعدِ كَهْفْ
 
اقْذِفِيِني على أَعْلَى جَبَلْ وَاتْرُكِيِني أُنَاِجي السَّمَاءْ
 
أُنَاجِي صَاحِبَ العَرْشْ
 
الأرضُ ارتدتْ وشَاحَاً رمَاَديَّاً
 
الجُنُودُ اصْطفَّوْا قُرْبَ أَسْوَارِهَا
 
الحُلْمُ هَبَطَ مُرْتَدِيَاً جُبَّةً مَثْقُوبَةْ
 
فَهَامَتْ حَوْلَيْ صِغَارُ الِّضَباعْ
 
وَأشْتَعَلَ الضَّجِيجْ
 
هذا طَرِيقَيْ المُغَطَّى بِأَعْشَابٍ طَرِيَّةْ
 
طَريقَي الُمَتَعِّرجُ بينَ عِدَّةِ طُرُقٍ مُتَدَاخِلةْ
 
فهَلْ أبْدَأُ من هذهِ الَّلحْظَةْ
 
أُحَطِّمُ الأشْجَارَ وأُصادقُ الوُعُولَ وأركبُ الريحْ
 
بينما أتركُ قَنَادِيلي للَوطاوِيطْ
 
 
قَبْلَ أنْ تَغَيْبَ الشَمْسُ
 
سَأَبْسِطُ رِدَاِئي على جِذْعِ شَجَرَةْ وأجلسُ
 
من بَعِيدٍ لا زلتُ أَرَاهُمْ
 
يَمُرُّوْنَ بِطَاِوَلَتي ويَمْضُونَ
 
يَمُرَّوُن ويَمْضُونَ
 
دونَ أنْ يْتُركَوا أيَّ أثرٍْ
© 2024 - موقع الشعر