أبْــجَدِيّـةُ الْكَــوْن

اِقْرأْ حروفَكَ بِسْمِ الله ذِي النِّعَمِ
مَنْ قَالَ كُنْ فَأتَاهُ الكَوْنُ مِنْ عَدَمِ

سُبْحَاَنَهُ أوْجَدَ الإنْسَانَ عَلَّمَهُ
هَدْيَ العُلُومِ وَزَكَّى العقْلَ بالحِكَمِ

مُسْتَظْهِرًا آدَمُ الأسْمَاءَ فِي مَلإِ
مِنَ الملائِكَةِ الأبْرَارِ فِي شِيَمِ

عِلْمٌ تَنَاهَى مِنَ العَلْيَاءِ فِي صُحُفٍ
مِنْهَا تَوَاتَرَ بِالألْوَاحِ والقَلَمِ

فِي كَفِّ أَرْضِ الرِّسَالاَتِ احْتَوَى كُتُبًا
تُوَحِّدُ الله كالأحْيَاءِ فِي نَغَمِ

اِقْرَأْ حُرُوفًا بِرَحْمِ المَجْدِ فِطْرَتُها
ثُمَّ اسْتَهَلَّتْ بِتَهْذِيبٍ عَلَىَ النِّعَمِ

حَتَّى تَرَبَّتْ بحِجْرِ العِلْمِ فَاقْتَبَسَتْ
مِنْ نُورِ رَبِّي ضِيَاءَ الكَوْنَ فِي الظُّلَمِ

عِلْمٌ تَوَلَّى عُرُوشَ الفِكْرِ مُسْتَوِيًا
حُرُّ انْطِلاَقٍ بِلاَ كَتْمٍ وَلَا نَدَمِ

وَانْسَابَ فِينَا وعِلْمُ الله مُسْتَبَقٌ
بَيْنَ الرِّجَالِ تَهَادَى غَيْرَ مُنْصَرِمِ

بَيْنَ النِّسَاءِ لِمَهْدِ العِزِّ نَشْأَتُهُ
يَبْنِي حُصُونًا لِعَزْلِ الجَهْلِ وَالسَّقَمِ

كَانُوا بِحَقٍّ شُمُوعًا وَارْتَقَوْا نُجُمًا
وَهُنَّ كُنَّ مَنَارَاتٍ مَعَ النُجُمِ

شَدُّوا عِمَادَ صُرُوحِ الدَّارِ فِي أُسُسٍ
ذَاعَتْ أذَانًا فَصَلَّى الفِكْرُ بالقِيَمِ

لاَ يَفْرُقُ المُحْتَوَى إِلاَّ بِتَزْكِيَةٍ
فَالعِلْمُ رَقَّى عُقُولَ البَعْضِ للْقِمَمِ

سَلُوا ابنَ بَاديِسَ هَلْ يَرْضَى وَمَنْ سَبَقُوا
عَنْ فِعْلِ مَنْ بَدَّلُوا التَّاريخَ بالْعَدَمِ

أبَعْدَ هذَا نَقُول: الحَصْرُ يَوْمَ كَذَا
يَا مَنْ تُذَاكِرُ تَقْوِيمَ الْخُطَى العُجُمِ

كَلَّا وَإنِّي أَرَى الآفَاقَ تَعْذُلُنِي
ومنْ قَضَوا بَيْنَ ذَرَّاتٍ مِنَ الرُّدَمِ

سادُوا الأنامَ وَيَفْنَى الخَلْقُ فِي جَسَدٍ
والإرْثُ يبْقَى بذِكْرِ الْحَرْفِ والقَلَم

عَاشُوا لِمَا خُلِقُوا... أَرْسُوا رَسَائِلَهُمْ
والاِسْمِ رَفْرَفَ تّاريخًا عَلَى عَلَمِ

يَا قَوْمُ إنِّي عَلَىَ وَضْحِ السَّنَا سِمَتِيْ
وَسْمُ الوَفَاءِ أُصُولِيُّ النُّهَى وَدَمِي

هذَا قَرَارِي إلَى الأسْلاَفِ مِنْ خَلَفٍ
أَنْتُمْ زَرَعْتُمْ و نَحْنُ الحَصْدُ للقُدُمِ

سَتَرْتَوِي الأرْضُ مِنْ نَبْعِ زَكَى سِمَةً
وَالْخَصْبُ يَطْرَحُ مِيرَاثًا مِنَ الهِمَمِ

وَالحَمْدُ للهِ فِي تَأْييدِ مَنْ صَدَقُوا
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى الهَادِي صَدَى الكَلِمِ

~°~°~°~°~°~°
04 / 04 / 2018

البسيط