*** لمريم هذا النشيد ***تمرّ هذه الأيّام الذكرى الثانية لوفاة خالتي و يتعاظم الإحساس بفقدها فقد أمّا لي في حياة امّي و بعد وفاتها و كانت فعلا جزء من كياني و ذاكرتي و منارة تضيء لي مساحة شاسعة من الماضي أصبحت اليوم شبه مظلمة في غيابها و قد اكتنفها الضباب-----------------------------... و ها أنّ جزءا من القلب يمضيو تمضي و إيّاه أحلام عمر كثيرهو داليةً تتساقط أوراقها في متاه الزّمانتهبّ علينا رياح الألمو تُغدِق من لفحات أساها علينافندخل موسم حزن جديدلنحصد غصّةَ عمر تزيّى بثوب المراره.***بلا أمل في غد سوف يأتينواصل معترك العمر مشيا على حسك الانهياروقد أثقلتنا هموم الحياةو خفّتْ حقائب أفراحنا .يحاصرنا الحزن من كلّ بابو تغرقنا موجة الانكسار العنيدو تحملنا في مداها المديدفكيف نسمّي الحياة حياةو قد رحت عنّا بعيدا بعيدتركت القلوب يسيّجها ألم حارق..و دموع تنادي دموعاو دربا خلا من مرور الفرحو ساقية يتجمّد مجرى السّعادة فيهانرى الأمس ظلاّ بعيدا ينادي عليناو لا نستطيع الرّجوعإلى ضفّة فيه تذْخر أحلى ليالي العمرو يعتصر القلب شوقا إليهو لسنا نرى منه أكثر ممّا يراه سجينيطلّ على عالم مُبْهَمٍ من كُوى سجنهفمن يحرس الأمس في أعماقنا من رياح الضّياعو يحمي لنا ذكريات هي الزّاد في عالم لم يعدْ يُحتمللكي نستطيع احتمال برودة حاضرناوجوع إلى كلّ ما هو حلو لديناو من يحرس الدّفء فيناو يربط أيّامنا بضياء الفرح***لقد ذهب الأمس يا خالتي ذهب الأمس..يحمل رائحة الخبز و القهوة المنزليّة ..و الملح في كسرة من رغيفو دفء المواقد في ليل قرّ طويلو ظلّ الكروم إذا اتّقدت جذوة الحرّ ..في ذات صيف عنيفو أصوات حصّادين تحدو أناملَهم رغبةُ الانتصارعلى ضعفهم حين يشتدّ قيظ النّهارفتعلو أغاريدهم في انتشاءو هو يسمعون المناجلْتوقّع ألحانها السّاحرهعلى وتر من كمان السّنابلْلقد ذهب الأمس يحتمل الأمسيات الجميلهو ما يسعدُ القلب في بحر وحشته الغائمهو لم يبق إلاّ الزبدو دمعا على نعمة لن تعودو جرحا نما في شروخ الكبدتصدّع من حولي الكون و انثال سيلَ شظايا عليّلقد ذهب الأمس يا خالتي حاملا ذلك الطّفل في سيل أنقاضه المرتحلْو لم يبق منيّ سوى بعض طفل و شبه رجلو ما عاد في وسعنا أن نتباطأ حيناو نوقف مزولة العمر كي لا يمرو ريح الرّحيل الّتي لم تزل تتآمر في كلّ حين عليناو تسرق منّا الّذين نحبو لا أن نناور بضع ثواننرسّخ فيها على سور أعمارنا ..ما يقيم به أَوَدَ القلب في لحظة حانيهو يسري بنا في مدار السّرورو لكن تكسّر جسر العبور إلى الضفّة الثّانيهو امسيتُ وحديأسيرَ الزّمان يطوّح بي حيث شاءو مرّت مراكب تلو المراكبو ما عدت أقدر أن أعتلي صهوة الرّيح ..كي أتفادى الفراق المريرلقد ذهب الأمس يا خالتيولم تبق إلاّ ثيابك أعبر من عطرهاإلى كلّ ما ضاع منّي من اللّحظات الهنيئهو أقتنص الفرح الغضّ من لونها القزحيّلعلّي ألوّن أيّاميَ الحالكات بلون الأملفعيشي إذنْ فيّ زيتونة لا تموتو لحنا إذا عنّ في خاطري..دانَ بالابتسام لقلبيَ هذا الوجودو علّمني الصّبر حتّى لقاء جديدلتجمعنا شرفة في صروح الأزل
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.