كان وحيدًا يحملُ صمتَ الآرضِ ،يُناجي الموتَ ،ويَسكنُ ديرَ الروحِكان وحيدًا تحتَ مِظلتِهِيَتأمل الصمت ْ ،ويَتغني لِيُخامش وحشتِهِليعرج في معراج النور ،إلي بلدِ الراحةِ والنهرِ.كان وحيدًا يسكنُ رملَ الريحِويسجدُ في ظُلماتِ الرعْدكان يشدُّ الموجَ الي الموجِ ،ليصنع من ورق الماء سفينة ،تعبرُ بِالبحر الي قلب الشاطئِ ،كي يؤنسَ وحدتَهُ ماء النهْرْ .واحتضن الموجَ الموجُ ،وزأر البحرُ ،وهدر الليلُوكان الناتجُ زَبَدًا هشَّاًلا يقوي أن يعبرَ بين الموجْ .كان فقيرًا ينبعُ من بئر البواركان الشقُّ بِأقدام البحرَ كبيرًاوالظمأُ الأسودُ ينبحُ ،يلعق ملحَ ثراهْ .كان الطلُّ لهيبًا ،والظلُّ يفرُّويَشربُ طمي النهرِ ،ويلهو وسط حُقول الصهدِ ،يمدُّ الموتَ كلاليباتخطِفُ قلبَ البحرِ ،تخيم في أروقه المعبدِ ،تنشرُ خيطًا بين سماءٍ خاويةٍ من همسةِ ضوْءْ ،وشِراعٍ أقدمِ من قَدَمِ الليلِ ،تمدِّدَ في سابع أرضِ .ويَظِل ُّ عَليقَأ من قدميهِيأتي الفجرُولا يبصِرُ غيرَ الصمتِ ،يجيد الموتَ ،ويحكي عن قبرٍ مظلمْ ،كان يُعَشَّشُ في عينيهْ .* * * * *هتف البرقُ بِبطنِ الأفقِ ،وجاء النُور مليكًا ،يلبس تاجَ العِطرِ وهمسَ النجوييبصر هذا البحرَ ،فيخلع ذاك التاجَويسجدُ في رئتيهْ .يهبط في عينيه الحورُ ،يغنُّون مواويلَ العشقِ ،يشدُّون الخيط َ فَينزل من علياء القيدْ ،تعتدل الدورةُ في دمهِيأكل خبزَ البعثِ ،ويشرب خمرَ الصحوِ ،نضارة َ أفقٍ أبيضْ .يتكئ علي سُرُرٍ سوداءْ .تنبت في عينيهِ الرؤيا ،يَسْوَدُ جناحاهُ فَيهتفُ :أين الموج ..... ؟أين الموج.....؟أين الموج....؟قام لِيحكي عن تابوتٍفي أروقة الحُزن يدورْ .عن مومياءٍ تخرُج في الليلِ ،تصبُّ خَناجِرها الساخنة علي سور العينْ .يسأل سمراءٍكانت تروي شجرة النورْ .عن عذراءٍكانت تلد الحبِّ ربيعًا بكرًا ،ذات عينٍ سوداءْ .يسأل بعدَ طلوع الفجر عن النجمْ .يسأل من قتل المومياءَوعبرَ السدْ .من شيَّدَ قصًرا فوقرَحيل المدْ .لما وجدَ الصبح أسير الليلْ .صار عليقًا مِن عينيهْ ..!***الشاعر عمرو العماد
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.