ريحُ الصَّبا - خالد عياش

ريحُ الصَّبا
أتت ريحُ الصَّبا تجتاحُ قلبي
تُؤجِّجُ نارَ أشواقي
تُخَصِّبُ ذكرياتي
تُعِيدُ إِليَّ أزماني السحيقاتِ
وتنقلني إِلى عِشْقٍ مليءٍ بِالمسرَّاتِ
فألحقُ طَيْفَكِ الغَالي
وأشرعُ أَقْلِبُ الأَورَاقَ، أبحثُ عنكِ في ذاتي
أُطالِعُ صِدْقَ أحلامي العفيفاتِ
أرى بدرًا
يُزَلْزِلُ عُمْقَ وجداني
وأسمعُ شدْوَ حسّونٍ
يدغدغُ صمْتَ أشجاني
أشمُّ عِطرًا
تبعثر في شراييني فأحياني
أهذي شهرزادُ؟
تُرى هل ضاع عنواني؟
أُسَائِلُ عالَمًا يحيا بغزو الخارقاتِ
وأبحثُ في التَّمائمِ والحجاباتِ
أُحاوِلُ كشف سرّ الخافياتِ
فيخرجُ ماردٌ ضخمٌ
ويُخبِرُني بتلك الصَّائِباتِ
يقولُ:
أجلْ، هِيَ دُرَّةٌ، فتَّانةٌ، لمَّاحةُ الطَّرفِ
لها شَعْرٌ طويلٌ ناعمٌ مِثْل
نسيجٍ من حريرٍ فاخرٍ غضٍّ يَلِفُّ الشرنقاتِ
وخصرٌ في انحناءٍ
تراقصَ عاشِقًا فَرِحًا على عزف الكماناتِ
يُزيّنُها تاجٌ
تَزخرفَ بالرسوماتِ
وأثوابٌ مُطّرزةٌ عليها
كفضَّةِ جدولٍ أشجارُهُ مُخْضَوْضِرَاتِ
جميلٌ كُلُّ ما فِيكِ
فَجَلَّ جلالُهُ خَلَقَ الجميلاتِ.
© 2024 - موقع الشعر