بين الزنا والتوبة تقف - لطفي القسمي

في النهار تدعي الشرف نفاقا
وبالليل تسلم جسدها خفية
وتفرط في الشرف
زنت حتى شبعت
وعندما سئلت عما اقترفت
ادعت أن الفقر هو السبب
ادعت أن المجتمع هو السبب
ظلمت الفقر والمجتمع معا
وباسم الفقر زنت
وبالمجتمع بررت
فهي مع ذاتها تعلم علم اليقين
أنه كم من فقيرة عفيفة
وكم من جائعة لشرفها حافظة
هي تعلم أن الطمع
هو أصل البلاء
وأصل الفساد والخراب
باعت نفسها مقابل المال
وعندما ضاع الشرف
ذرفت بعض الدمع
واحترفت البغاء بلا استحياء
ومسحت جرمها بالأقدار
زنت مع كل الأوساخ
وعندما بليت بالأمراض
تذكرت القبر والشقاء
وبسطت السجادة وسجدت
وتابت واستغفرت
وجسدها بالوضوء طهرت
وفرشت قبرها بالدعاء
وفي الثلاثين من عمرها ماتت
ودفنت والناس عليها كبرت
حتى الطير وباقي الكائنات كبرت
والكفن الطاهر طهر جسدها
وفي القبر أنار جسدها
ويوم العرض شفعت لها توبتها
والجنة شمت عطرها
وفتحت لها أبوابها السبعة
وبرحمتها احتضنتها
والملائكة أحبت طهرها
وعظمت قدرها
وفي الجنة التائبة تذكرت
فقط طهرها
ونست عهرها
فقط تذكرت
عظمة خالقها
وله حمدت وشكرت
وسجدت وكبرت
وسكنت الجنة
مع باقي الطاهرات
© 2024 - موقع الشعر