راعي الغنم

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 31

راعي الغنم - لطفي القسمي

أنا راعي الغنم
أحمل عصاي في يدي
أهش بها على غنمي
ولي فيها مآرب أخرى
رأسمالي غنمي
ولست أشكو فقري
سوى لمن خلقني
عزيزة علي نفسي
أنا راعي الغنم
الجبل موطني
منزلي من قش
ومأكلي ومشربي
من حليب غنمي
وفي الليل الشموع تنير عالمي
فالكهرباء لم تصل يوما لموطني
أنا راعي غنم أمي
لم أتعلم حرفا في صغري
المدارس لم تطأها أبدا قدمي
ليس الخطأ خطئي
فالمدرسة لم تكن يوما بقريتي
أنا راعي الغنم
ولست مواطنا
أنا نكرة في وطني
هكذا وطني اعتبرني
كيف أكون مواطنا
وأنا روح مجهولة في الجبل
بلا حقوق أمضي
وأعيش بألم حياتي
نساني من سمى نفسه مسؤولا عني
في الشتاء تحاصرني الثلوج
وفي الصيف يعصرني العطش
ويحطمني المرض
دوائي صبري
وعناية ربي شفائي
فلا يوجد طبيب يداوي سقمي
أنا فقط راعي غنم
ولست مواطنا
كيف أسمي نفسي مواطن
والوطن تركني أعاني
كيف أكون مواطنا
وأنا أموت ميتة الحيوان
لأيام الثلوج حاصرتني
ولا أحد بحث عني
ولا قناة واحدة
من قنوات الصرف الصحي
كتبت ولو جملة عني
أو أذاعت خبر ضياعي
فأنا لست مواطنا
أنا فقط راعي الغنم
قدر لي أن أعيش نكرة
وأموت ميتة متشرد بلا وطن
© 2024 - موقع الشعر