الضياع

لـ لطفي القسمي، ، في روايات وقصص، 12

الضياع - لطفي القسمي

لا حب عاد يزرع في قلوبنا
ولا ضحكة تشرق على وجوهنا
ولا أمل يسري في عروقنا
كيف لنا أن نكون أحياء
ونحن نعيش كالأموات
لا سعادة في حياتنا
ولا ابتسامة تغمرنا
ولا حب يسكرنا
وينسينا قساوة الحياة
كيف لنا أن نحس بالسعادة
ونحن نقاتل طوال النهار
على قطعة الخبز نقاتل
لا مكان في حياتنا للحب
ولا وقت لنا
للتعبير عن الحب
ولا مجال لنا
للاستمتاع بجمال الحياة
وأنا أتساءل؟
كيف للإنسان أن لا يغدو مجرما
وهو يعيش حياة بلا مشاعر
وهو يعيش واقع لا رحمه فيه
كيف له أن يحس بوجود من حوله
ولا أحد يحس بوجوده
كيف له أن يكترث لغيره
ولا أحد اكترث لأمره
الإنسان ضاع في الزمن
الإنسان أصبح مصارع
يصارع الزمن
لعله يجني ثمن قطعة خبز
لقمة العيش حولته لآلة
آلة مجردة من المشاعر
آلة تعمل ليل نهار
والهدف ضمان قطعة خبز
هل هذا أقصى مطالبنا؟
الشقاء من أجل قطعة خبز
يا له من واقع بائس
واقع فارغ من متعة الحياة
واقع مريض
تحول فيه الانسان عبدا لغيره
ولنفسه
واقع أضحى فيه الانسان
سجينا في زنزانة تأمين الخبز
كفأر تجارب عاجز عن التحرر
يدور في دائرة فارغة
أقصى رغباته الأكل والنوم
والسعادة مجرد حلم يراوده
والعيش الكريم
غيب من قاموسه
إذا كان الأكل والنوم
أقصى حق نحلم به
فالحيوانات أعظم منزلة منا
© 2024 - موقع الشعر