ناموسةٌ قامت بجلديَ ترتعُولها على قلبي عيونٌ أربعُطنّتْ وطارتْ في الفضاءِ وحلّقتْنحوَ النجومِ، وبيتُها المستنقعُتبغي الوصولَ إلى فؤادي خُلسةًواللهُ يُخفي السرَّ فيه ويمنعُخَسِئتْ! فلا الجلدُ استطاعتْ خرقَهُيومًا، ولا غَدَرَتْ بقلبيْ الأضلعُعفوًا إلهيْ، شِئْتَها بشرًا ولكنْأَشبَهَ الناموسَ منها المَلسعُولها من الحرباءِ أفضلُ صورةٍومن الأسامي كلَّ يومٍ بُرْقُعُومن الثعالبِ مكرُها وخِداعُهاومن المساوئ كلَّ حينٍ مقطعُأفّاكةٌ فتّانةٌ كذّابةٌتبني قصورًا في الهوا وتُزَعْزِعُأدْنَاْ من الدنيا الدنيئةِ، فعلُهافعْلُ اليرابيعِ التي تتقنّعُوقدِ ادّعتْ أنّ النفاقَ لغَيرِهابل مَصدرٌ هيَ في النفاقِ ومَرْجِعُباعتْ بِسوقِ المفترينَ ضميرَهاوَشَرَتْ بهِ ما لا يضرُّ وينفعُمعبودُها الدّولارُ وهْو إلهُهاوإليهِ في كلِّ ابْتِهالٍ تَضْرَعُلفّت ودارت في المَدار وما درَتأنّا لغيرِ اللهِ لسْنا نركعُ***ظنّت بخيرِ الناس سوءًا وهْي مِنشرِّ الأنامِ على الأنامِ وأوضَعُفخُطى الأنامِ خطيئةٌ في دينِهاظنّتْ خطاهمْ خَطْوَها تَتَبَّعُوالنفسُ إن باتَتْ أسيرةَ ظنِّهاخضعَتْ لِما قالَ الوشاةُ وشنّعواقالتْ كما قالوا وزادتْ وافترَتْوتوَدُّ لو تُطْفي الحقائقَ أدْمُعُوتظنّ طِحْنًا ما تقولُ وتفتريمثلَ الرَّحى فوقَ الثِّفالِ تُجعجعُكَم حاولتْ في أن يُصَدَّقَ قولُها!والحقُّ ما نلقاه لا ما نسمعُشهدتْ لها زُمَرُ النّفاقِ كأنّهاتحكي بأفواهٍ لَها وتُرَجِّعُقَسَمُ اليمينِ سلاحُها، إنْ كُذِّبَتْ،وسهامُ غدْرٍ في الخفاءِ تُوَزَّعُليْستْ لها إلا الظُّنونَ أدلّةٌأشباهُ بيت العنكبوتِ وأضْيَعُكمْ مرّةٍ ظَنّتْ وأخْفَقَ ظَنُّهاوبغيرِ أوهامٍ لها لا تَقْنَعُ!وَكمِ ادّعتْ في كأسِها لي مطمعًاخَسِئتْ، فما ليْ في القذارةِ مطمعُ!فَالأسْدُ تَأبَى الشربَ مِن كأسٍ متىوَلَغَتْ بها يومًا كلابٌ رُضّعُولْتَخرَسَنْ، فالكوكبُ الدّرّيُّ لنْيَخفَى، ونورُ الحقّ دومًا يسطعُفمتى استطاعتْ أن تُطاوِلَ كَعْبَناحتّى يغطّيْ الشمسَ منها الأصبعُ؟فالشمسُ، إن نبحَ الكلابُ بظلّها،ستظلُّ في عَليائها تتشعشعُوالروضُ، إن فاحت طيوبُ عبيرِه،ما ضرَّه لوْ طنَّ فيه الخَوْتَعُ؟وإذا رَمَتْني في المقالِ دنيئةٌفهي الشهادةُ لي بأنّي أرفعُلا يَأبَهُ الأعلى لأدْنى منْهُ مادامتْ لهُ الجوزاءُ نِعْمَ الموْقِعُ!واللهِ لو كان الأنامُ مَلائكًالم يسلموا من قولِ مَن لا يَخشعُ***ويجيءُ مَنْ يعفو لها.. ويقولُ لي:«مَهْلاً، لعَلَّ لها اعتذارًا يَشْفَعُ...»فلتعتذرْ لِلّهِ إنْ تابتْ إليهفليس عنديَ لاعتذارٍ مَوضِعُهل يَرْأبُ الصَّدْعَ اعتذارُ لسانِهاولسانُها عنْ ذَنْبِهِ لا يُقلِعُ؟!ليستْ بأهلٍ لاعتذارٍ صادقٍكلُّ امرئٍ بطباعِه متطبِّعُمن كان دَيدَنُها النميمةَ والأذىلا شيءَ يَرْدعُها ولا هيَ تُرْدَعُحسبي بِبُعْديَ عن لقاها راحةًمن بَعدِ ذا فلْتَصْنَعَنْ ما تصْنَعُواللهِ ما بانَ الضُّحى لو لم تكنْنضَحَتْ بما أضْحتْ تقولُ وتَسمعُفالحقُّ من قلبِ البواطلِ ظاهرٌكالنجمِ من سودِ الليالي يطلُعُ***ما هَمَّنا ما تَفْتري ناموسةٌما دامَ حُسْنُ الخُلْقِ مِنّا يَنبَعُولنا الطهارةُ والكرامةُ والعُلىولها القذارةُ والحقارةُ تَتْبَعُولنا المحبّةُ والتسامحُ منهجٌسبحانَ من يُعطي الخِلالَ ويمنعُ!والرأيُ حرٌّ عندنا بل ثاقبٌوالرأيُ منها إمّرٌ بل إمّعُوالعقل رَغم السِّنِّ منها قاصرٌوالقلبُ رَغم المَنِّ قَفْرٌ بَلْقَعُوَالحُبُّ والإخلاصُ منّا شيمةٌوالبغضُ منها طبعُها المتطبَّعُضاقتْ لها عينٌ وعينٌ حمْلقَتْوصدورُنا من كلِّ وُسْعٍ أوسعُكمْ مرّةٍ شَقَّ الشّقاءُ فؤادَهاحسدًا إلى أنْ قُضَّ منها المضجَعُ!وَرَمَتْ جهابذةَ البيانِ بدائهالمّا رأتْ أنّ اليَراعَ يُرَوِّعُ!يا ليتَ شعري، كيفَ ينهَجُ نهجَهامَنْ نَهْجُهُ نَهْجُ البلاغةِ أجمَعُ!؟لا شِعْرَ قدْ فهمتْ ولا نثْرًا وعَتْحتّى تحيَّرَ فَهْمُها والمَسْمَعُمِنْ جهلِها.. كادتْ تَموتُ بغيظهاويَكادُ في فمِها اللّسانُ يُقَطَّعُ!!ما ذنْبُنا في جهلِها؟ فسلاحُناشِعرٌ بأصنافِ العلومِ مُرَصّعُوحُروفُنا تاجٌ على عَرْش البيانِ،قديمِهِ وحديثهِ، يَتربّعُإن أعجِبَتْ أو لمْ تَجِدْ من مُعْجِبٍفَلِبيتِها سَقْفٌ وجُدْرٌ أرْبعُ***ولَطالَما أبديتُ نُصحي عَلَّهابعدَ النّصيحةِ ترعوي أوْ تُزْمِعُأسفي على زَرعِ الجميلِ بموضعٍمُتصحّرٍ نجماتُه لا تطلُعُ!مَنْ قَدْ حباهُ اللهُ قَلْبًا طَيّبًاأفَيَعْتَريهِ في الطِّباعِ تَصَنُّعُ؟!شرَعَ الإلهُ لنا المَحبَّةَ شِرعةًتَعْسًا لِمنْ لمْ يَلتزِمْ ما يَشرَعُ!تعْسًا لها، ناموسةً، لا ترعويعن غَيِّها أبدًا، ولا تَتَوَرّعُرجَعَ الحمارِ عن الجدارِ برأسِهِوأظنّها عنْ فعلِها لا ترجِعُفَتَرَكتُها وكلابَها في مَأمنٍتعوي لهم حينًا وحينًا تسْمَعُما الْهمُّ إن نَبَحَتْ كلابُ حواسديتمشي القوافلُ والكلابُ تُوَعْوِعُلن ترتقيْ بِنباحِها نجمَ السّماءِولن يهزَّ الطَّودَ أنفٌ أجدعُسأظلُّ أعْكسُ في البحارِ ملامِحيوتخالُني في الماءِ صَيْدًا يَلْمَعُ!فإذا رَأتْ في البَحْرِ بعضَ تَوَهُّجيهُرِعتْ إلى ما لم تَكنْ تَتَوقَّعُومَضَتْ إليَّ بقضِّها وقضيضِهاومنَ المَطامِعِ ما يَغُرُّ ويَخْدَعُوقضَتْ على أنفاسِها في قفْزةٍأوشكتُ مِنْ آلامِها أتوَجَّعُما الذنبُ ذنبي، إنّه ذنْبُ الذيحَسدًا إلى ما فوقَهُ يتطلّعُوَتراه ينْهشُ حَضْرتي في غَيبتيوإذا حضرْتُ، فتَحْتَ نَعْليَ يَقْبَعُما كانَ ذاكَ تعاليًا لكنَّ مَنْطَلَبوا التّعاليَ في النّقائِصِ أُوقِعُوافحَجبْتُ نَجْمِيَ بعدَما ألْفَيْتُهامِنْ مَرِّ طيفيَ فَوقَها، تَتَقطّعُومنَعْتُها مِن رُؤيَتي فلعلّها،بَعْدَ التَّقَطُّعِ، لحظةً تَتَجَمَّعُلا ذنبَ لي، مِن بعد ذلك، إن رأتْنيَفي الرُّؤَى، فلأيِّ بحرٍ تُهْرَعُ؟!فإذا تَوارتْ صورتي عن وجْهِهاأبدتْ لها وَجْهيْ الجهاتُ الأربَعُكم كان جرّبَ مِثلُها ما جرّبتْفجَنتْ يداه بحسرةٍ ما يزرَعُ!ما همَّني الآلافُ من أمثالِهاما دامتِ الآلافُ منّي تَفزَعُ!«كَثُرَ الحواسدُ فاسْتَزدْتُ جَلالَةًوعلمْتُ أنّي مَنْ يَضُرُّ ويَنْفعُ»***
مناسبة القصيدة
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.