لَيْلِي لَيْسَ قِيْلُ

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في العتب والفراق، 11، آخر تحديث

لَيْلِي لَيْسَ قِيْلُ - محمد عبد الحفيظ القصّاب

لَيْلِي لَيْسَ قِيْلُ
--------------

أنا، واللَّيْلُ، والحُبُّ القَتِيلُ
تَصاحَبْنا، وثالِثُنا الدَّخِيلُ

أَكانَ على زَمانِي أنْ يُلاقِي
رَحِيلِي للهُرُوبِ، وما الرَّحِيلُ؟!

أَخافُ إذا بُعِثْتُ بِوَحْيِ قَلْبٍ
إلى العَيْشِ الذي غَدُهُ الطُلُولُ

بأنْ أهْوَى فَيا حُبًّا سَيمْضِي
إلى حَتْفِي إلامَ أتَىَ الأصِيلُ؟

إلامَ وَجَدْتَني ياحُبُّ إنِّي
ضَياعٌ في ضَياعٍ لا وُصُولُ!

ويَغْضَبُ مِنْ سُؤالي كُلُّ حَيٍّ
إذا سألتْ خُطايَ مَنِ النَّزِيلُ؟

مُقَرَّحَةٌ تسَمَّرَ أخْمَصاها
على الدَّرْبِ الذي يَصِلُ الرَّسولُ

خَفوتٌ لسْتَ تَلْمِسُ هَمْسَةَ المُخْ
تَفِي مِنْ نَفْسِهِ مَهْما يَطُولُ

تَتُوْقُ وَتَتَّقِي مُتهافتًا عِنْ
دَ وَصْلي قَلْبُها عَنِّي يَحُولُ

رَأَتْنا مِنْ كِلَيْنا مَرْبطَاها
أنا لَيْلِي، ولَيْلِي لَيْسَ قِيْلُ

فَقالتْ مُشْتَهاكَ على خَمِيلِي
ولكِنَّ التَّواصُلَ مُسْتَحِيلُ

تَقولُ بما يُشابِهُ كُلَّ أنْثَى
ويُمْعِنُ في التَّطَبُّعِ ما تَقُولُ

تَعالَيْ ألْحِديْ حُبًّا جَنِينًا
إلى القَبْرِ المُؤانِسِ وهْوَ هَولُ

هَمَسْتِ فَجاءَ غَضِيضَ طَرْفٍ
يَشُبُّ على هَواكِ يَرَى يَصُولُ

فأنْساهُ الهَوَى مِيلادَ عَيْنٍ
وسَمْعٍ، والفُؤادُ بَدا يَزولُ

غَرِيقٌ في سُلافَةِ عَيْشِها ذا
تَ لِدٍّ يَنْهَشُ الأحْشاءَ غُولُ

تُؤَلِّفُ مُنْتهايَ دُجَى اللَّيالِي
وتَقْصُرُ عِنْدَها فِيها العُقُولُ

فَمَنْ يَسْتَدْفِئِ الأيَّامَ يَغْفَلْ
بِأيِّ شَرارَةٍ تَرْضَى الفُصُولُ

على أَيِّ الجَوانِبِ سَوفَ يَرْضَى
إذا اللَّحْدُ اسْتَمالَ بِما يَدولُ

سُجنْتِ على دَمِي يا ظُلْمَةَ القَبْ
رِ فاسْتَدْني رَحِيبًا لا يَمِيلُ

وحِيدانِ المُسافِرُ غائِبٌ مِنْ
صَباحِ النَّفسِ يُفْتَتَحُ الذُّهُولُ

أهَذا مِنْكَ يا شَطَّ المَنايا
تُجازِي مَنْ رَسا فَيْضًا يَسِيلُ

وجاوَرَ مِنْكَ مُلْتَحِفًا بِشَوْقٍ
عَرائِسَ دُلْجَةٍ حَيثُ الأفُولُ

فَهَبْنِي في صَدَى الأيَّامِ تِيْهًا
يُعاثِرُ ضَوءَهُ دَوْمًا دَلِيلُ

تُحاسِبُنِي كَمَنْ يُمْسِي سَلِيْمًا
وتَسْفَحُ بِي كَمَنْ فِيهِ السَّبِيلُ

وتُرْدِفُنِي عَقِيمَ النَّزْفِ جُرْحًا
يُراقِبُنِي على الأَوْهَى النُّحُولُ

وأُمْطِرُ مَغْرِبَ الأحْزانِ مُزْنًا
لَهُ الجَمُّ المُحاذِرُ والقَلِيلُ

عَقَدْتَ على المَساعِي رِيْحَ قُرْبٍ
فَما انْفَكَّتْ عَلَيَّ وأنْتَ لَيلُ

محمد عبد الحفيظ القصاب
***********************************

طفلُ الحرف (18)
محمد عبد الحفيظ القصاب

1993
© 2024 - موقع الشعر