عاطِنيها مَمزوجَةً بِالنَباتِ - صفي الدين الحلي

عاطِنيها مَمزوجَةً بِالنَباتِ
مِن فَمِ الكيسِ لا مِنَ الكاساتِ

خَندَريساً دِنانُها حُقَقُ العا
جِ وَراحاً كُؤوسُها راحاتي

لَم تُدَنَّس بِمَزجِ ماءٍ وَلَكِن
رُبَّما أُتبِعَت بِماءِ فُراتِ

لا خُمارٌ لَها سِوى لُطفِ فِكرٍ
يَبسِطُ النَفسَ آخِرَ النَسَماتِ

نَشوَةٌ لَم تَفُز بِها نَشوَةُ الرا
حِ وَهَل لِلعَجوزِ لُطفُ الفَتاةِ

ما عَلَيها في الشَرعِ حَدٌّ وَلا جا
ءَ بِتَحريمِها حَديثُ الثِقاتِ

عَرَفَتها النُسّاكُ فَاِتَّخَذوها
في المَعاجينِ وَالجَواراشاتِ

لَقَّبوها طَوراً بِباعِثَةِ الفِك
رِ وَطَوراً بِهاضِمِ الأَقواتِ

قُلتُ لَمّا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنها
وَاِنجَلَت في ثِيابِها الخَفِراتِ

حُقَّ مَن باتَ خاطِباً لَكِ أَن يُع
طِيَ بِنتَ الكُرومِ خَطَّ بَراةِ

© 2024 - موقع الشعر