يا شِعرُ كن لي شاهداً مِغواراوقل الحقيقة ، واصْطفِ الأنصاراواروِ المَناقبَ لم يقلها حاقدٌودَع الخِلالَ ، وأعلن الأسراراوتولّ ما كتبتْ يميني حِسْبةإني احتسبتُ النثرَ والأشعاراوأطلْ حديثك عن عطير قصائديواجعلْ كلامك طيباً مِعطاراوتخيّر الألفاظ فائحة الشذىوكأنها تستنشقُ الأزهاراوزنِ العِبارة ، وانتبهْ لجمالهاحتى توَعّيَ تائهين حَيارىوسُق الدليلَ على الحقائق واضحاًليُقرّ مَن تحكي لهم إقراراوألنْ حِوارك ، لا تكنْ مُستنكفاًفالعنفُ ليس يُزيّنُ الأخباراوادحضْ فِرى الغالين واكشفْ زيفهموأبنْ ثوابت عانتِ الإضماراوانفِ الأباطيل التي علقتْ بناوترسّختْ بين الورى أدهاراعني فخذلْ كل مَن لم يرحمواضعفي ، ولم يتلمّسوا الأعذاراكالوا العذابَ مُقنطراً ومُضاعفاًورَمَوْا عليّ من الأذى قِنطاراأنا ما اعتديتُ ، ولم أخنْ يا قومناعهداً أخذتُ ، ولا خفرتُ جِواراعُمري ورزقي قدّرا عند الذيرزقَ الأنامَ ، وقدّر الأعماراأنا لي - مع الشعر المُوقر - رحلةوجميعُ ما سطرتُ ضَمّ وَقاراسطرتُ ما سطرتُه مُتجرداًمُتجاسراً ، لمّا أكنْ خوّارايا شِعرُ وثقْ رحلتي وتجرّديفلقد علمتُك مُنصفاً مِغواراصِفْ للأنام حقيقتي وتعففيأنا لم أردْ – بقصائدي - ديناراأنا لستُ مُرتزقاً أبيعُ مشاعريأنا ما اتخذتُ الإرتزاقَ شِعاراأنا لم أطوّعْ مَذهباً لمُريدهِحتى أحَصّل قانعاً دولاراأنا لم أقصّد كي أحقق شُهرةأنا ما أردتُ لسُمعتي إشهاراأنا لم أردْ بقصائدي قوميةأطري غفاة غيّباً حُضّاراأنا ما أردتُ بما كتبتُ تفاخراًإذ بات توحيدي المليكَ فخاراأنا لم أصُغ نصاً يُروّجُ باطلاًإذ إن ذلك يجلبُ الأوزاراأنا لم أضمّن ما كتبتُ مَخارفاًتضمينُها يُهدي القلوبَ خساراأنا لم أخالفْ عن حقيقة واقعيحتى أجنب نفسيَ الأوضاراأنا لم أزخرفْ – بالقريض – أحاجياًتلك الزخارفُ سوف تُعْقِبُ عاراأنا لم أزيّنْ واقعاً مُتردياًبالشعر حتى ألفِت الأنظاراأنا لم أسَخرْ – للضلال - قصائديكمُطبّل – في الحفل – يُمسكُ طاراأنا ما عمدتُ إلى التشاعر منهجاًكمُشعوذٍ أضحى يؤم الزاراأنا ما قصدتُ إلى التحايُل عامداًإن التحايل يُورثُ الأضراراأنا ما تعمّدتُ الترخصَ راضياًلمّا يكن قدُواتيَ التجاراأنا لم أبعْ دِيناً بدنيا لحظةإن جئتُ ذلك سوف أصلى الناراأنا لم أجاملْ في الذي سطرتُهُحتى أجنب شعريَ الأخطاراأنا لم أحسّنْ صُورة لمُضللخرب البلادَ ، وأفسد الأمصاراأنا لم أقبّحْ صورة لمُجاهدٍنشر الصلاحَ ، وجاهد الكفارايا شِعرُ كن ليَ شاهداً مُستشهداًإني استميتُ ، فلم أكن مُختارالمّا أصفْ (جولييت) أو سِت النساأنا لم أصف بالشِعر طلة ياراأنا لم أصفْ فستانَ (رُوزي) أو مُنىأنا لم أناج بما كتبتُ مَناراأنا لم أغازلْ بالقصيد خريدةأنا لم أمِط عن غادةٍ أستاراأنا لم أصفْ حَسنا تدِلّ بحُسْنهاوقصائدي ما أذعنتْ لعَذارىأنا لم أصفْ قداً لمائسةٍ بهِحتى تُثيرَ قصائدي الأغراراأنا لم أصف وجهاً زها مِكياجهُلمّا رأيتُ الوجهَ عاف عِذاراأنا لم أصوّرْ مِشية لصبيةٍفيها التغنجُ يُعجبُ السمّاراأنا لم أصورْ رمشَ عين مليحةٍقد زجّجَتْه ، فبات يَقذفُ ناراأنا لم أصوّرْ بالقريض جديلةمِن شعر فاتنةٍ تجوبُ الداراأنا لم أصورْ عينها لمن اشتهىسحرُ العيون يُداعبُ الأبكاراأو كف غانيةٍ بمِعصمهِ ازدهىوسَبتْ خِضاب الراحة الأبصاراوالمِعصمُ الوضاءُ صَوّبَ سَهمَهإذ زان بالحُسن البديع سُواراأنا لم أصفْ جيداً تدلى عِقدُهماسٌ يُرَصّعُ فِضة ونُضاراأنا لم أصفْ شهدَ الرضاب تمجّهُمَرذولة تُغري بهِ الأعياراُما ذاك عن عجز ، ولكنْ مَبدأأنا لستُ مُدّعياً ولا مِهذاراهذي الدواوينُ الكثيرة شاهديفأنا الذي كم دَوّن الأسفاراعشرون ديواناً جُبرن بسبعةٍأمستْ لها زبَدُ البيان منارالم أبتذل فيها النصوصَ زهيدةفمع الشريعة كل نص داراما مِلتُ للإسفاف يقتلُ ما حوتْمن كل نص يزدهي استبشاراسخرتُ شِعري للفضائل والهُدىإني أخاف الواحد القهاراونأيتُ بالشعر الأصيل عن الهوىولذا لقيتُ تعنتاً وعَثاراونقدتُ أحوالاً شقيتُ بوصْفهاأنا لم أجار الناسَ والتياراوكشفتُ أوضاعاً يُدَثرها الخفاوسوايَ لم يَسطِعْ لها إظهاراوطرقتُ أبواب المشاكل مُهطعاًنحو الحلول أصوغها أفكاراومدحتُ أخلاقاً ، وشِدتُ بأهلهاورأيتُهم – بين الورى - أبراراودعوتُ قومي أن يكونوا مِثلهمحتى يعيشوا سادة أطهاراوليُذكروا بالخير بعد وفاتهموالناسُ تُكْبرُ ما أتوا إكباراوذممتُ أخلاقاً تردّى أهلهالمّا عتوا ، واستكبروا استكبارالمّا استساغوا ما أتوْا مِن باطلواستأثروا بالخيبة استئثاراوعمدتُ للتاريخ أضبط ما احتوىمن تُرّهاتٍ خطهن سُكارىورصدتُ للتصحيح همة باحثٍلمّا يكنْ – في بحثه - سِمساراغربلتُ أخباراً تبينَ زيفهاوالفذ مَن يتتبّعُ الأخباراووصفتُ أحوالاً تُحيّرُ من رأىلولا غرابة وقعها ما احتاراوأبنتُ أشخاصاً تكشفَ أمرهملمّا يكونوا جِلة وكِبارارُفِعوا بلا حق ، ونالوا شُهرةوبرغم كانوا طغمة وصِغاراوتنوعوا في كيدهم وضلالهموالكيدُ أعقبَ في النفوس سُعاراما بين مُنبطح لبأس عِداتهوالكتْبُ عنهُ تنشرُ الآثاراومُسلطٍ بالسيف فوق رقاب مَنجعلوهُ إذ صمتوا له ديّاراومُروّج بدعاً تناقلها الورىجيلاً فجيلاً سادتِ الأقطاراومُشنفٍ أذناً لكل مُعربدٍفهوى الغناءَ ، وأمسك المزماراومؤلفٍ قصصاً تُوصّلُ للخناوتنوعتْ لتُناسب الأعماراومناول شِعراً يُبلغنا الردىفلقد حوى الأرجاسَ والأقذاراما بين مُرتزق يبيعُ كتابهوالآي تلعنُ فاجراً غداراكي يشتري ثمناً قليلاً تافهاًحتى يُعمّر داره إعماراومنافق ثرثارةٍ متكلميُلقِي الكلام مُنمقاً هدّاراكلماتُه لا حق فيها مُطلقاًإذ أسفرتْ عن غيّهِ إسفاراتحوي خزعبلة تُضلل قارئاًوبها المَخارفُ لا تَقرّ قرارامن أجل ذلك صِحتُ فيهم مُنذراًوجهرتُ حتى استهجنوا الإنذاراوكتبتُ فيهم بعض شِعري ناصحاًعلي أحَرّرُ بالقريض أسارىلكنهم عشقوا القيودَ وأهلهاوتمرّدوا إذ ناوأوا الأحرارافشرعْتُ أصليهم بشعر ثائريستنهضُ الرئبالة الثوّاراودَحرتُ باطلهم بدون هوادةٍما هالني أن ألتقي فجّاراورَجمتُ جَوقتهم بشعري حِسبةحتى غدتْ أبياتُه أحجاراما هبتُ نِقمتهم ولا أجنادَهمعند اللقا ، بل ولوا الأدباراما خفتُ منهم إذ أتوا بجُموعهمفاقوا مَغولَ ديارهم وتتاراوالحق دوماً يستهينُ بباطلمهما استطال على العِباد ، وجاراواجهتُ لم أكُ حاذراً أو خائفاًمَن خاف لا ، لا يَقربِ المِضماراأدليتُ دَلوي كي أقول حقيقةالظلمُ غيّب نشرَها استنكاراإذ ليس ينشرُ غيرَ ما يحلو لهولذلك الحق المبين توارىوترسختْ بدعٌ تروحُ وتغتديوالظلمُ ساق خميسَه الجرّاراأرغى وأزبد مُعلناً بدء الوغىمُستنفراً أجنادَه استنفاراوأرادها حرباً ضَروساً تجتنيمَن أنكروا بدعَ الورى إنكاراوتباين الشعران: شِعرٌ هازلٌخلط الأمورَ ، وقلدَ الأحباراما انفك ينصرُ باطلاً بقصائدٍفي التيه أبحرَ نصُها إبحاراوتنكرتْ للحق تختصرُ المَدىإذ أحكمتْ لدُعاته الإحصاراوقصائدٌ حذقتْ مُغازلة النسارصدتْ لها الرقعاءَ والأشراراوقصائدٌ مَدحتْ خمورَ من احتسىحتى ارتوى ، فتعبّدَ الخمّاراوالحانُ طابَ له ، وراجتْ سُوقهوتعشّقَ السِكّيرُ فيه الباراوهناك شِعرٌ غرّدتْ أبياتُهُوتحوّلتْ – عبرَ الدجى - أقماراخبرَ الحقيقة كهفها ورقيمَهاوغدتْ قصائدُهُ بها أنوارارفضَ الخديعة فاضحاً أربابهاحتى تراءى يلعقُ الصبَارامتحمّلاً في الرفض كل كريهةٍحتى يواجه خصمَه المكّارالا يرعوي لمُغالطٍ مُتملقتخذ الحياة تملقاً وهزارايا شعرُ آذتني التجاربُ ، طعمُهامُرٌ ، وكم جلبتْ عليّ ضِرارالكنني استعذبتُ مُرّ طعومهالمّا رجوتُ بخوضها الستارامن أجل هذا ذدتُ عن توحيدهوجعلتُ لي هديَ الرسول مَناراأوذيتُ في مالي ونفسي والحِمىفأطلتُ في درب الأذى الأسفارالمّا يكنْ هذا الشقا ليَ صارفاًعن نسج شِعر ينصرُ المُختاراعن نسج شِعر ليس يُطري باطلاًولذا استمى ، وعلى الحنيفة غاراإن كنتُ ناولتُ التبرّجَ نِقمتيفلقد مدحتُ تستراً وخِماراوبرزتُ في ساح التحشم داعماًسِتراً يُقاومُ حوله الأبصاراورأيتُ فضلى في الذرى بحجابهاهذي التي صرفتْ بحجابها الأنظاراتبعتْ هُدى الإسلام ، فيه نجاتُهالم تتبعْ (خوليو) ولا جيفارامن أجل ذلك بالقريض خصصتُهابقصائدي ، واستقرئوا الأشعاراووصفتُ غربتها وغربة دينهاوتغرّباً يدعُ التقاة حيارىفهي الغريبة في الديار وأهلهاوالأهلُ باتوا غيّباً حُضاراوالجاهلية أكملتْ حلقاتُهاواليومَ عمّتْ أدؤراً وقِفاراوخِصالها سادتْ ، وساد نِظامُهاوأساتُها مُنحوا بها الأوسكاراتعسَ التغرّبُ كم أزالَ فضيلةوأقامَ باطله ، فأردى الداراوأنا اصطليتُ بناره في عالملا يعرفُ التفضيلَ والإيثاراهو ليس يعرف للأديب مَقامَههو ليس يعرفُ للورى أقداراهو ليس يُدرك للغريب حقوقهمهما أقامَ بداره أعصاراوظللتُ وحدي في مواجهة العِداومِن الصراحة ما وجدتُ فِرارارحّبتُ بالضربات تصقلُ دُربتيوتزيدُني – في غربتي - إصرارايا شِعرُ كن ليَ عند ربك شاهداًيا شِعرُ كن لخليفتي تِذكارايا شِعرُ لا تكتم شهادتك التيهي لي غدتْ في العالمين فخاراأنا لم أبعْك لكي أحَصّلَ درهماًأنا لم أبعْك لأدفع الأخطاراأنا لي إذا حميَ الوطيسُ قضيةفي عَرضها أستعذبُ الأكداراأنا لن أبيعَ قضيتي مهما جرىولسوف أقطِفُ للثبات ثِماراأنا لن أقايضَ بالقضية غيرَهاحتى وإن حصّلتُ بعدُ يَساراإني اصطفيتُ قضيتي ، وبلوْتُهافوجدتُها خيراً صُوىً وشِعاراولها أعيشُ ، وقد أموتُ فداءهابهما رجوتُ الراحمَ الغفارا
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.