(تروي طبيبة تحاليل شابة ، ذات يوم دخلت علي المعمل شابة ومعها ابنتها الصغيرة وسيدة أخرى كبيرة! وكانت الشابة تجر السيدة الكبيرة جرًا من يدها ، فشعرت الطبيبة بالغضب لكنها تمالكت نفسها وقالت للشابة: رفقًا بالسيدة العجوز لماذا أتيت هنا اليوم؟ قالت الشابة: أريد أن أجري لها تحليلاً لمرض السكري وأتمنى أن تكون مصابة به وتموت لأرتاح منها ، على الفور خمنت الطبيبة أن تلك السيدة هي أم زوج الشابة فقالت لها: رفقًا بأم زوجك فهي مثل أمك ، ولا يجب أن تتعاملي معها بمثل تلك الطريقة ، فقد أنجبت لك زوجك وسهرت عليه وربته ، وكانت المفاجأة أن قالت لها الشابة: إنها ليست أم زوجي ، بل هي أمي ، لكنها لم تجلب لي سوى المشاكل ، فهي تعيش معي منذ خمس سنوات ، منذ أن كان زوجي عامل بناء بسيط ، واليوم أصبح زوجي مقاولاً كبيراً ، وهذه السيدة تسبب لي الكثير من المتاعب ، وأخشى أن يطلقني زوجي بسببها! هل تتخيلي أنها تقوم برش الماء من الشباك على المارة ، ثم قالت الابنة: هل تعرفين مكان دار مسنين لأضعها فيها ، ففكرت الطبيبة بعض الوقت وقالت: عندي لك حل ؛ سيريحك ويريحها! إنني أعيش مع أمي وأخي الصغير فقط ، ومنزلنا كبير ، وأنا استطيع رعايتها ، وعندما تشتاقين إليها يمكنك المجيء لزيارتها في أي وقت ، ففرحت الابنة ، وغادرت العيادة على الفور ، وكأنها قد تخلصت من عبء ثقيل ، وبعدما انصرفت قالت الأم بكل براءة: أيرضيكي يا ابنتي أن تضربني على وجهي لأني أرش ماءً على المارة في الأيام الحارة لأخفف من حرارة الجو ، قالت الطبيبة: لا يرضيني يا أمي ، ومن اليوم سوف تقيمين معنا ، وسوف تفرحين كثيرًا مع أمي ، وبعد انتهاء العمل اصطحبت الطبيبة السيدة معها ، وطلبت من أمها أن تكرمها ، وقد فرحت الأم أنها ستجد شخصاً يؤنسها في وحدتها ، وأصبحت تعاملها كأختٍ لها ، وبعد أسبوعين فقط من إقامة السيدة مع الطبيبة ، زارتها إحدى قريباتها وأخبرتها أن هناك خاطبين يريدان التقدم لرؤيتها ، وتمت ترقية الطبيبة ، فقالت الطبيبة لأمها: سبحان الله يا أمي لقد تقدم لي خطيبان وأنا في الثلاثين من عمري ، وترقيت في عملي وكل ذلك ببركة تلك السيدة العجوز ، وقبل أن يمر شهر أتت الابنة لمنزل الطبيبة ، وقالت لها: أريد أمي أيتها الطبيبة ، فمنذ أن تركت أمي والمصائب تطاردني ، فقد سقط أحد المنازل التي بناها زوجي دون أن نعرف السبب ، وهو الآن محبوس في قسم الشرطة وابني مريض بالمستشفى ، لقد رزقنا الله عز وجل المال والأولاد والهناء وراحة البال عندما كانت تعيش معنا ، أما الآن فقد زالت البركة من منزلنا بسبب عقوقي لها ، وعندئذٍ خرجت الأم من حجرتها التي خصصتها لها الطبيبة ، وقالت لابنتها: أهلًا بك يا ابنتي لقد اشتقت لك كثيرًا ، وسوف استأذن ابنتي الطبيبة لأعود معك حتى أهتم بك وبأبنائك ، حتى يزيل الله الكرب عنك وعن زوجك بإذن الله! والحكمة من هذه القصة المؤثرة: أن من خسر رضى والديه خسر الدنيا والآخرة فهما حقاً تأشيرتك إلى الجنة ، فتأملها وراجع نفسك قبل فوات الأوان! والعاقل من وعظ بغيره من الناس!)
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.