يَهَبُ الصداقة رُوحَها الأخيارُويَمُدُّها بضيائها الأبرارُوتَزيدُها شرَفاً شَهامة أهلهافالبذلُ دَأبٌ ، والعطاءُ شِعاروالتضحِياتُ طبيعة وجِبِلةوالجُودُ نَهجٌ ، والنفوسُ كِباروالموتُ حتى الموتُ لا يُودي بهافلها إذا حلَّ الرَّدَى استمرارلا تُشترى بالمال والدنيا معاًخسِرَ الشراءُ ، وأخفقَ السمساروَصْفُ الصديق بدقةٍ مُتعذرٌمهما أصوغ تُبَرِّرُ الأعذارهو شمسُ دنيا المرء صافية الضياودُجى الحياة تُزيله الأنواروهو الهواءُ لكائن مُتنفسوهو النجاة إذا دَهَتْ أخطاروهو المَلاذ لحائر مُتشتتٍيُزري به التضييقُ والإحصاروهو المُشيرُ به المَشورة تحتفيفإذا أشارَ الخِل لا يحتاروهو الظهيرُ على المصائب إن طغتْويحل بعد عُبوسها استبشاروصديقُ قِصتنا عجيبٌ أمرُهخبَرَ التجارة ذلك الخِتيارودَرَى التعاملَ كهفه ورقيمَهوأحبَّه العُملاءُ والتجارلم تدخل الأموالُ يوماً قلبهفمكانها جَيبٌ له أزرارواسألْ (بُريدة) عن صَدوق طيِّببين الرجال يَزينُه الإكبارلم يُلفَ غشاشاً ولا مُتملقاًوعلى أمانته بدَتْ آثارذو سِحنةٍ سودا وقلب طيِّبأثنى عليه الغيَّبُ الحُضاروالأهلُ في (السودان) كم شادوا بهفلهم به ترويسة وفخاروله صديقٌ مِن (بُرَيدة) صالحٌيُدعى (سُعوداً) ، والتجارة كارفالتاجران تصادقا وتجاوراكلٌ لصاحبه صديقٌ جاروالمنهجُ الإخلاصُ والتقوى معاًفي قلب كلٍّ ما انتشى الدينارعقدان في درب التجارة لم يَجُرْخِلٌ على خِل ، فنعم جوارومضى إلى (السودان) يُتحفُ أهلهولكَم تَشُوقُ غريباً أسفاروأتى ليشهد عودة ملتاعةلم يدر ماذا خبأتْ أقدارومن المطار إلى المُصَلى حِسبةلم يُعط فرصته لتشرُف داروإذ بأمر لا يُصَدَّقُ وصفهوالعقلُ كم تغتاله الأخبارأنهى الإمامُ صلاته في جُمْعةٍوأهابَ بالحُضار أن يختارواإما خِتامٌ ، أو صلاة جنازةٍفرأوا جنازتهم ، وطابَ خِياروأذاعَ الاسمَ على الحُضور مُكرَّراًلمَّا يُصدِّقْ سَمعه قيدارإن المسَجَّى في المُلاءة خِلهوالموتُ حَتمٌ ، ليس منه فِرارفسعودُ مات ، وقد مضتْ أيامُهوبَكاه بعد رحيله الأخياروأتيتُ أبناءً له بعد العَزاورَثيتُ حتى هَدَّني استعباروبدأتُ تصفيه الحساب مُلبياًطلباتِهم ، وتوالتِ الأفكارقلتُ: الديونُ الآن تُخصَم أولاًفرضَ الفرائضَ واحدٌ قهارفمئاتُ آلافٍ ثلاثة دَينُهوالدائنُ (الشاميُّ) لا يَمتارولسوف يأتي ، إن مَوعدَه غداًوأنا مُقِرٌ ، هل يَطيبُ قرار؟فتلعثمَ الأبناءُ ، ثم تحَرَّجوامِن أن يُقِرُّوا ، فالقرارُ خَسارقالوا: هي الأوراقُ تُثبتُ دَينهأرأيت دَيناً ما له إشهارأين الأدلة كي نوفيَ دَينه؟لمَ لمْ تُدَونْ؟ ما هي الأعذار؟وأبى الجميعُ سدادَ دَينَ أبيهمُوبقيتُ يَلفحُني الجوى والناروسألتُ نفسي كيف أخذلُ صاحبي؟أوَهكذا يتصرفُ الأحرار؟وأنامُ تكويني ابتسامة صاحبيوتقول: ساعدني ، وسوف تُجارفعرضتُ دُكاني وكلَّ تجارتيلمَّا يكنْ قيدٌ ولا إجبارلكنْ مُروءة تاجر صان الوفاوتعاقبَتْ بعد الوفا الأضرارفالبيعُ تم ، وقِصتي مشهورةمنثورة ، وبها شدتْ أشعاروالدَّينُ سُدَّ ، فما عليَّ مَلامةوالأمرُ ذاع ، وكُشِّفتْ أسراروالتاجر (الشامي) أرجعَ ثلْثهمائة من الآلاف ليس تُعارهو قد تنازلَ راضياً ومُبارِكاًفليكرمِ المتفضلَ الجبارواختار تُجاراً لينشرَ قِصتيبين الكِرام ، وغلبَ الإيثارفإذا (بُريدة) تحتفي بحكايتيوإليَّ وحدي وُجهتْ أنظارومُنحتُ دُكانين دون دُرَيهموتجارتي ازدهرتْ وزال مَراروبضاعة مُنحتْ بنصف حقوقهاوالخلقُ سَخرهم ليَ الستاروزكاة أموالي ملايينٌ ثلاثة أخرجتْ ، فلتذهب الأعثارُولينعم الفقراءُ بالخير الذيجادتْ به نفسي ، فنِعم يَسار
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.