هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي، من أشهر شعراء العصر العباسي الثاني. ولد ببغداد سنة 221 هـ/ 836م. وتوفي فيها سنة 283 هـ / 896م.
من أبرع شعراء الوصف والهجاء. عرف بتشاؤمه وتطيره وشكواه. له ديوان شعر مطبوع. ومن أشعاره قوله:
ولما رأيت الدهر يوزن صرفه = بتفريق ما بيني وبين الحبائب
رجعت إلى نفسي فوطّنتها على = ركوب جميل الصبر عند النوائب
ومن صحب الدنيا على جور حكمها = فأيامه محفوفة بالمصائب
ومن جيده شعره قوله:
لما تؤذن الدنيا به من زوالها = يكون بكاء الطفل ساعة يوضع
وإلاّ فما يبكيه منها وإنها = لأفسح مما كان فيه وأوسع
ومنه أيضاً:
رأيت حياة المرء رهناً بموته = وصحّته رهناً كذلك بالسقم
إذا طاب لي عيش تنغّصت طيبه = بصدق يقيني أن سيذهب كالحلم
ومن كان في عيش يراعي زواله = فذلك في بؤس وإن كان في نعم
وفي هجاء صاحب اللحية الطويلة قوله:
علّق الله في عذاريك مخلاة = ولكنها بغير شعير
لحية أهملت فسالت ففاضت = فإليها تشير كف المشير
وقلوه في الأحدب:
قصرت أخادعه وغار قذاله = فكأنه متربص أن يصفعا
وكأنّما صفعت قفاه مرّة = فأحسّ ثانية لها فتجمعا
ومن جيده الشعر الوصفي قوله في العنب الرازقي:
ورازقي مخطف الخصور = كأنه مخازن البلّور
قد ضمّنت مسكاً من الشطور = وفي الأعالي ماء ورد جوري
بلا فريد وبلا شذور = له مذاق العسل المشور
وبرد مسّ الخصر المقرور = ونكهة المسك مع الكافور
وقوله في الرياض:
ورياض تخايل الأرض فيها = خيلاء الفتاء في الأبراد
ذات وشي تناسجته سوارٍ – لبقات بحوكه وغواد
تتناغى بها حمائم شتّى = كالبواكي وكالقيان الشوادي
من مثانٍ ممتّعات قران = وفراد مفجعات وحاد
ومن جيد رثائه قوله في رثاء ولده الأوسط:
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي = فجودا فقد أودى نظيركما عندي
توخّى حمام الموت أوسط صبيتي = فلله كيف اختار واسطة العقد
ابن الزاهر العلوي: أبو محمد الحسن بن الأكرم. توفي سنة 640 هـ. له قوله:
يا طبيب القلوب عالج مريضاً = يشتكي من جفاك داء دويّا
يا بخيلاً بوصله ولعمري = ضيّق العين لا يكون سخيّا
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.