محمد بن هندي مـا أن يذكـر } محمد بن هندي { حتى تتداعى إلى الذهن كل ما نحمله معاني الفـروسية والشجـاعة من صفات كان يحملها هذا الرجل في تاريخه وحوادثه التي جعلته أسطورة حقيقية تتداولها الذاكرة الشعبية بفخر واعتزاز .
هو } محمـد بن هنـدي بن حمـد بن حميد الكريزي المقاطي العتيبي {
تولى زعامة قبيلته بعد مقتل سلفه عقاب بن شبنان سنة 1301ه ( 1884م )، وهما ابني عم الشاعر والشيخ المعروف تركي بن صنهات بن حميد المتوفى سنة 1280هـ الذي كان متزوجاً من أخت محمد بن هندي .
وللشيخ محمد بن هندي أحـداث ووقائع كثيرة يجدها القارئ في كثير من كتب التاريخ ، وقد وصفــه الأديب العلامة خير الدين الزركلي بأنه : [ من أشهر فرسان العرب ودهاتهــم في العصر الأخير ، لم ينفرد بالشجاعة بل عرف أيضاً بإصابة الرأي ورجاحة الحلم وهيبة المنظر ] .
وقال الزركلي أيضاً : [ أخبرني رجل أدركه وعرفه قال : زار ابن حميد والدي يوماً فجعلت أطـيل النظــر إلى جــراح رأيتها في عنقه وصدره ، فاستدناني منه فدنوت فكشف عن قميصه وقال : انظر ، فنظرت فإذا جراح هائلة عددها ستة وثلاثين كلها قد اندملت ] .
وقال عنه العلامة محمد بن بليهد : [ محمـد بن هندي مطاع في قومه ، محبوب عند الناس محبوب عند الملوك ] .
ولسنا هنا في تعداد الغزوات التي قادها محمد بن هندي ،وأخبار شجاعته الفذة بل نتركها للباحثين المتخصصين في شئون التاريخ ، ونتوجه إلى عوالم الشعر رغم أن الشيخ محمد بن هندي لم يكن شاعراً محترفاً إن صح التعبير ولكنه كبقية الفرسان نجد له بعض الأحديات التي كان يحمــس بها جنوده ويحثهم على القتال ، وقد جمعها أبو عبدالرحمن الظاهـري في بحث قيم عنه في أحد أجزاء " ديوان الشعر العامي " .
ومن تلك الأحديات قـول هنــدي عندما جاءه مبعوث الملك عبدالعزيز للمشاركة في إحدى الغزوات ، فاستعد وقال متندماً على حصان كان قد أهداه لأحد الشيوخ :
يا ربعنا شـــــدّوا على الزلبـــات
جتنـــــــا منـــــــاديب الإمـــــام
ليت الحصـان اللي عطي ما فات
مـــــا ســــــرّ بالبــاير عطاه العام
ومن أحدياته أيضاً قوله :
يـــــــا حيسفـــــا يا فاطـــــري
وخــــــذت مــــع نيــــاقٍ عزيب
يــــــا ليتــــــني حضرتهـــــــا
مـــــن فــــــوق مشعثــرة السبيب
علـــــــى العبيــــــــّة كنـــــها
عـــــــذرا تــــــراعي للخطيـــب
وله أيضـاً في ذم البندقيـات من نوع" الموارت " عند أول ظهورها في الجزيرة العربية مفضلاً عليها السيوف والرماح التقليدية :
ضرب الموارت ما بها نومــــــاس
حــــــذفة شـــــــرودٍ مــــن بعيد
عليّ قضب عنــــــانها والـــراس
والله يــــدبّـــــــر مــــــا يريــــد
عليّ باللي تبعــــــد الــــمرواس
والعمــــــــــر لــــــزم انـــّه يبيد
أما ما قيل من الشعر فكثير ، ومن ذلك قول سلطان المريبض يمدحه :
يتلون ابن هندي حمى قبّ الافراس
لى قام ينخي والرمــــك في احطابه
يثني جــــواده للمتلّين نكـــــاس
وكم واحدٍ من غرقة الـــموت جابه
وشعـر ابن أخته الفارس ضيف الله العفار بن تركي بن حميد فيه كثير ، ومنه قوله :
نخيت خالي يـــــوم هـن أقبلنّي
والدمع من عيني على حجرها سال
وهو المقصود بالمخاطبة في قول العفار :
يا شيخ ما تامر عليهـم بغـــــــارة
كود الجروح اللي على القلب يبرن
أما وفاة محمد بن هندي فكانت غريبة بعض الشيء إذ أن بعيره هوى به فقتله وذلك سنـة 1333هـ ( 1915م ) وكان له من الأولاد : سلطان وكان به يكنى ، وهندي ونايف ، وذعار .
وقيل في رثـائه الكثيـر من الأشعـار منها قول الشاعر الشيح شالح بن هدلان وقيل إنها لشالح الحمقي المقاطي :
يا نجد عقب محمّدٍ كيف بتقــول
عليت يا نور السلف والجهامة
فتّال ما ينقض ونقــــّاض مفتـــول
والى سعى بامرٍ مشى في تــمامه
إن جاه مظيومٍ من الحمــل متلول
حطّه سمين ويبترم في سنــــامه
ولابن عزارم المقاطي في رثاء ابن هندي ذاكراً سبب وفاته :
يومه دنا وأسباب يومه " قعوده "
يا كثـر ما واجه من الشرّ كثراه
محمّد اللي وافيــات عهــــــوده
الخيـــل تدري به نهار الملاقاه
لاوا عمـــــود البيــــت واعمـوده
لا واعمـــود البيت لاوا عموداه
ضلعٍ سفلّـون العـــرب لـــــهوده
وازرى المعدّي يـــوم عدّاه يرقاه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.