هي مويضي بنت أبي الحنايا البرازيه ومويضي تصغير لاسم موضي من قبيلة (مطير) شاعرة من أشهر شاعرات النبط وأكبرهن شأنا وأغزرهن إنتاجا بل تكاد تكون الوحيدة التي كسرت العادات والتقاليد فجاهرت بشعرها وقيل عنها أنها (رجاليه) أي أخت الرجل أو كالرجل فقد زارت مويضي الأمراء والحكام وجلست معهم وامتدحتهم بشعرها كما يفعل الشعراء فأغدقوا عليها الهدايا كما لو كانت رجلا...
أصبح اسمها مضرب مثل عند البدو فيقال (فلان من رجاجيل مويضي) أي من الرجال الذين ذكرتهم مويضي حين قالت:
ماهم بخافيني رجال الشجاعه ودي بهم بس المناعير صلفين
أريد مندس بوسط الجماعه يرعى غنمهم والبهم والبعارين
إذا نزرته راح قلبه رعاعه يقول يا هافي الحشا ويش تريدين
وإن قلت له هات الحطب قال طاعه عجل يجيب القدر هو والمواعين
ولو اضربه مشتدة في كراعه لاهو بشاكيني ولا الناس دارين
تعرضت مويضي للإهانات من شتى الأنواع وقذفت بما هو ليس فيها بسبب شهرتها بالشعر حتى أن الأمام فيصل بن تركي أمر بضربها لكي تكف عن نظم الشعر فأرسل لها الأمام أحد مخدومينه ويدعى (سلامه) ليضربها وقد قالت تخاطب حمامة سمعتها تهدل وهي تحذرها من (سلامه) حتى لا يضربها:
والمعنى تقصد نفسها فتقول :
عزي لعينك وإن درابك سلامه خلاك مثلي ياحمامه تونين
كسر عظامي كسر الله عظامه شوفي مضارب شوحطه بالحجابين
جاني يقول مروحينه عمامه الله يخرب ديرتك يا أصفر العين
ألا أنها صمدت ولم تلن رغم كل ما تعرضت له من مختلف ألوان التهكم والإهانات غير المحدودة لإيمانها بمقدرتها وشاعريتها حتى اعترف بها الناس كشاعرة كبيرة وقدروها وأنزلوها بالمنزلة التي تستحقها وبالتالي كانت لها مدرستها الشعرية فسارت على نهجها كثيرات من الشاعرات وكانت مويضي حاملة لواء شعر النساء التي تزعمتهن ونجحت فأثرت التراث وسدت نقصا كان موجودا بالشعر النبطي الذي يفتقر إلى الشاعرات وكانت لمويضي نظرة نافذة ولها نقد لاذع في مختلف شئون الحياة حتى أنها حين رأت بعض الشباب يشكون لوعة الغرام وهم لا يعرفون عنه سوى اسمه قالت بحقهم بيتين من الشعر تتهكم وتسخر منهم راحت الأبيات مضربا للمثل حين قالت:
ياهل الهوى وشلون ملة هواكم باله عليكم وين جاكم وجيتوه
والله لو يبطي عليكم عشاكم ويمركم غض النهد ماعرفتوه
ومن حكاياتها المشهورة ايضا أنها حصل بينها وبين زوجها سوء تفاهم جعله يسخر منها لطول قامتها وكأنه أراد إحراجها فقالت له:
طول الحجب ماعذر بن كل قبا يوم اللقا مايركبه قاصر البوع
اقعد ببيتك جعل بيتك يهبا لعل بيتك بين الأبيات مشلوع
عسى الصغير بيننا مايربا عساه مايلعب على فرخ جربوع
إلا أنها رغم شهرتها الكبيرة بين الناس لم يهتم الرواة بكتابة سيرة حياتها كشاعرة وأغفلوا هذا الجانب لعل السبب يرجع لكونها مرأة توفيت حوالي سنة (1850مـ)
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.