بشرى البستاني
ولدت الشاعرة بشرى حمدي البستاني في الموصل سنة 1950 حصلت على شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي, وعملت وما تزال تعمل في كلية الآداب بجامعة الموصل, أستاذه للنقد والأدب الحديث.. كما تعمل مسئولة في قسم الدراسات في جريدة الحدباء.. وهي عضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين كما أنها عضو في الاتحاد العام لنساء العراق. مثلت الدكتورة بشرى العراق في عدة مؤتمرات دولية منها:
مؤتمر درزدن في ألمانيا1982.
ومؤتمر براغ الدولي سنة 1986.
ومؤتمر بيروت للمبدعات العربيات 1991 .
دواوينها الشعرية:
ما بعد الحزن, صدر سنة1975 .
أنا والأسوار, صدر سنة 1978.
زهر الحدائق, صدر 1984.
أقبل كف العراق, صدر 1988 .
ومن مؤلفاتها الأخرى كتاب : شعر البعث من التأسيس إلى النكسة والبناء الغني لشعر الحرب في العراق 1980 ـ 1988 .كتب عنها العديد من النقاد والدارسين وخاصة كتاب المقالات, كما أشارت بعض الصحف والمجلات إلى أعمالها الإبداعية, ونشاطاتها الاجتماعية.
تقول الدكتورة بشرى البستاني في قصيدة لها بعنوان دوار:
أرقص طول الليلة وحدي
أنزف,
تطلع في دمي الأشجار
وتدور معي..
تتدلي ثمرا مُرا
تنزف,
في آخرة الليل ندوخ معا
ونولي الأدبار..
أبصر في منتصف الليل,
البحر يجئ لشرفة بيتي
وأرى الأمواج
تنداح على غرفة نومي
أفتح شباكي,
وأرى السمك الميت يطفو
والتجار يلمون الجثث المنخورة
يفزع واحدهم مني
يعطيني واحدة,
عشرا..
أرفض..
أضحك في السر,
وأقفل نافذتي,
في اليوم الثاني..
أشرب واحدة من رأس الشارع
ثم أواصل سيري !
وفي قصيدة شجر الرمان تقول الدكتورة بشرى :
العاصفة الهمجية..
كنست كل شوارع بيتي
وتنثت كغصون البان
انعطفت نحو البستان
وغابت في أشجار الرمان
في أشجار الرمان
تختبئ الغزلان العسلية
والغربان
في زهر الرمان
تختبئ حوريات البحر أناملها
وتشيع بهاء في الكون
في شجر الرمان
اختبأت أسراب طيور الجنة
غنت
بكت الحوريات
انتحرت أسراب الظبي
تحرت جذر البركان
في شجر الرمان
رأيت الأسرار تمد حبائلها
بين الأغصان,
رأيت الصبيان يرشون النار
على خيل الفرسان
رأيت الرجل الأعمى
يخلع عيني سيدة القلب
رأيت امرأة تنزع حبل وريد
حبيب الروح,
رأيت الجبل الباذخ يبكي,
والعاصفة الهوجاء
تسرح شعر الليل
ورأيت سماء,
تنزل عند النبع
وتغسل وجنتها
ونجوما تهبط من عرش الكلمة
تبحث عن سر الفعل
تطفح في زهر الرمان النيران
وتولد عاصفة أخرى
في زهر الرمان
اختبأ القاتل
والمقتول
وعن صمود البصرة وقت الحرب العراقية الإيرانية تقول الدكتورة بشرى :
ملفعة بوهج النار
طافحة بنوح الفل والنوار,
صامدة وحق النخل والوعد
وحق أبي الخصيب
وهيبة الجند..
وحق هواك أكتم منه أضعاف
الذي أبدي
حق هواك يطلع من جسدي
رياحينا وأجنحة
وأسرابا من الدوري والرند
وأبكي مثلما تتجرح الأشجار
أصرخ يا غبار الصيف
يا وحل الشتاء
يا عيون الفجر
لا أعطي العراق بجنة الخلد
وفي مقطوعة شعرية لها بعنوان البرد تقول الدكتورة بشرى :
وجهك كف تحضن قلبي في برد الليل
زندك غصن طوق خصري في الليل
أهدني وردة ليل
لا تذهب..
يوجعني الليل
لا تذهب لا...
ومن قصيدة لها بعنوان ثلاث قصائد تقول في واحدة منها بعنوان مهادنة:
أجيئك في الليلة الواحدة
مرارا
تحدق بي
ثم تشرب كأسا,
تبادلني الحيرة, الكتب تنهض,
كل الأغاني تصير غصونا
تخاصر فارسها
وتدور العصافير مصروعة..
والسقوف تدوخ,
ووحدي أظل محايدة
أتساءل عن سر هذا الضجيج,
رياح الصبا تستريح على حاجز
بين سرب الحمام بيني,
أمد يدي,
فتأتي مرارا
وتذهب
تومض,
تصمت, تبكي,
تهادن لاعجة باردة
ومن قصيدة لها بعنوان الوطن تقول الدكتورة بشرى :
يتغلغل حبك في قلبي...
كجذور صنوبرة فرعاء...
يتفتح حبك في قلبي
كنجوم الصيف البرية
يتمشى عطرك في
كالليل الرطب بغاب الورد
يا كل المحرومين التعبى
هزوا النخلة تفتح خيمة الوعد..
هزوا النخلة ترفع راية خلد..
يا وجه الفرح الآتي
عذب جرحك
منطرح قلبي
في فلواتك
يا أجمل حب..
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.