حبيب بن أوس الطائي. من ألمع شعراء العصر العباسي. نشأ في دمشق وكانت وفاته في الموصل سنة 231 هـ. 845م. اتصل بالخلفاء العباسيين وخصوصاً المعتصم فمدحهم.
امتاز شعره بالتجديد والابتكار والخيال والتصوير البديعي. له كتاب "الحماسة"، وديوان شعر مطبوع تناول فيه مختلف الموضوعات والأغراض. من جيد شعره الحكمي قوله:
أللعمر في الدنيا تجدّ وتعمر = وأنت غداّ فيها تموت وتقبر
وهذا صباح اليوم ينعاك ضوؤه = وليلته تنعاك إن كنت تشعر
تحوم على إدراك ما قد كفيته = وتقبل بالآمال فيه وتدبر
ورزقك لا يعدوك إمّا معجل= على حاله يوماً وإمّا مؤخر
فلا تأمن الدنيا إذا هي أقبلت = عليك فما زالت تخون وتدبر
ومن جيد شعره الوصفي قوله في القلم:
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه = وأري الجنى اشتارته أيدٍ عواسل
له ريقة طلّ ولكنّ وقعها = بآثاره في الشرق والغرب وابل
فصيح إذا استنطقته وهو راكب = وأعجم إن خاطبته وهو راجل
ومن أشهر شعره المدحي رائته البائية في المعتصم لما انتصر على الروم على الرغم من تخويف المنجمين له. ومنه قوله:
السيف أصدق إنباء من الكتب = في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب
والعلم في شهب الأرماح لامعة = بين الخميسين لا في السبعة الشهب
لقد تركت أمير المؤمنين بها = للنار يوماّ ذليل الصعر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى = يقلّه وسطها صبح من اللهب
حتى كأنّ جلابيب الدجى رغبت = عن لونها أو كأنّ الشمس لم تغب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت = والشمس واجبة من ذا ولم تجب
تدبير معتصم بالله منتقم = لله مرتقب في الله مرتهب
لم يغز قوماً ولم ينهض إلى بلد = إلاّ تقدمه جيش من الرعب
ومن بديع شعره قوله:
وطول مقام المرء في الحيّ مخلق = لديباجتيه فاغترب تتجدّد
فإني رأيت الشمس زيدت محبّة = إلى الناس إن ليست عليهم بسرمد
ومن جيد رثائه قوله في جارية له:
لقد شرقت في الشرق بالموت غادة = فبدّلت منها غربة الدار بالقرب
وألبسني ثوباً من الحزن والأسى = هلال عليه نسج ثوب من الترب
وكنت أرجّي القرب وهي بعيدة = فقد نقلت بعدي عن البعد والقرب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.