تلميذي البار شكراً! (دخل القاعة لحضور حفل تكريمه ، إثر زيارته للعراق ، وذلك بعد غياب دام أكثر من 15 عاماً! فمن يا ترى ذلك الإنسان؟! إنه باختصار كبير استشاريي أمراض القلب ، في المستشفى الملكي بلندن ، طبيب القلب الدكتور العراقي ضياء كمال الدين. وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشاً جرائده على الرصيف. وراح يحاول أن يتذكر: من هذا؟! وأغلق الطبيب عينيه ثم سرعان ما فتحهما. كل ذلك لأنه يحاول أن يتذكر متى التقى بهذا الإنسان؟ وأين؟ ومن هو يا ترى؟ وفجأة تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه! إنه حقاً معلم اللغة العربية الذي كان يدرسه صغيراً في المتوسطة! فجرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس جلوساً لا يرضى عنه! غير أن ذهنه بقي مع بائع الجرائد ، ذلك الرجل المعلم المسكين! وعندما نودي على اسمه لدى حلول فقرة تقليده وسام الإبداع ، قام من مكانه ، بيد أنه لم يتوجه إلى المنصة ، بل توجه إلى خارج القاعة...راح الكل ينظر إليه في ذهول...أما هو فقد اقترب من بائع الصحف ، وتناول يده فسحب البائع يده وقد فوجئ وقال: عوفني يا ابني ما راح أفرش هنا مرة أخرى ، رد عليه بصوت مخنوق: أنت أصلاً ما راح تفر

© 2024 - موقع الشعر