لقاؤنا في المحكمة! (كان ذلك الموفق – ولا نزكي على الله أحداً – قد أجّر داراً له لأسرة متواضعة فقيرة عائلها يعمل بالمياومة فيما يبدو! والتزمتِ الأسرة بسداد الإيجار ثماني سنوات! فيؤدى الإيجار في موعده بلا أدنى تأخير! ومنذ عامين لم يصل الإيجار بالمرة! فارتاب المالك في الأمر. وقرر صاحب العقار غرَيّب الحبابي القحطاني أن يزور الأسرة ، وهناك يقف على ما حدث ويحدث! وكان له ذلك ، حيث ذهب وطرق الباب برفق ، واستأنس وسلم وعرّف بنفسه ، وسأل عن إيجاره المتأخر سنتين! فقالت أم الأولاد: لقد توفى الله أب هؤلاء الأيتام ، وأعولهم وحدي من نوال المحسنين ، ولما عجزت يدي عن سداد الإيجار أجلتُ إلى أن يتوفر! فقال غريّب لها: أما عن أب الأولاد فيرحمه الله ويغفر له ، وأما عن عقاري وإيجاره فلقائي بك غداً في المحكمة الشرعية ومعك أولادك هوياتكم جميعاً! وهناك نتفاهم فيما عليّ وعليكم ، ويقضي الله أمراً كان مفعولاً! فقالت الأم: اصبر علينا ولك الجنة ، وسنحاول تدبير المبلغ من الناس المحسنين منهم! وربما تحوّلنا وتركنا لك دارك تؤجرها لمن تشاء وبالمبلغ الذي تريد وبالشروط التي تشتهي! فقال لها: لا ، إن هذه أملاك وحقوق ولا بد في

© 2024 - موقع الشعر