لوعـــــة الرحيـــل! (أما (لوعة الرحيل) فأهديها لأم عبد الله ، زوجي التي تزوجتُها على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وقد فاقت الخمسمائة بيت لامية القافية من الكامل كذلك. وكنت قد تناولتُ فيها جانباً كبيراً من حياتي. وكان الداعي لتأليفها لواعجَ الفراق وكرباتِ الرحيل. وبذلتُ فيها أقصى ما يبذل محب لحبيب ، راجياً من الله العلى القدير أن ينفع بها من أنشدت لها ولهم من أولادنا. وتكون نبراساً لكل من يحب في الله. والحقيقة أنه قد تحتم رحيل أحبابي عني ورغم أنفي ، وعلى غير ميعاد أو ترتيب أو تخطيطٍ لهذا الرحيل. وأنني لم أستعد نفسيا لآلام الفراق. وحاولت أن أكتب في هذي المناسبة المُرة ، ورحت أستعرض التاريخ كله ، وتذكرت معه سالفات الأيام بما حوت من أفراح وأتراح. وتمشيت على جسر الماضي المختبئ في تلافيف العُمر. وكان ميلاد لم يسبق له مثيلٌ لقصيدة من هي أحب الناس إلى قلبي بعد والديّ ، وأسميتها لوعة الرحيل ، أسلي بها خاطري وأعزي بها حالي ، وأبكي فراق أحبتي الثلاثة – الزوج والوليدين – عبد الله وعبد الرحمن. ألا وإن لكل رحيل لوعةً لا يدركها إلا من عصفتْ به أحزان الفراق ولواعج الرحيل!)

© 2024 - موقع الشعر