نَكأتَ الجُرحَ - عبد العزيز سعود البابطين

نكأتَ الجُرحَ يا زمني فجُرحي
تَبسَّمَ عن جميلِ الذكرياتِ

وقد طَرِبَتْ كوامِنُ سِرِّ قلبي
كما هدأتْ بِنَفسي ثائراتي

يمورُ الكونُ يرقُصُ حولَ رُوحي
وقد أهدى إليها البُشْرَياتِ

ونشوتُها تسامَتْ بالأماني
وأحلامي انتَشَتْ بالأغنِياتِ

نكأتَ الجُرحَ يا زمني (بوصلٍ)
كومضِ البرقِ أسرعَ في فلاةِ

طواها المحْلُ أعواماً عِجافاً
فجاءَ الوَمْضُ بُشرى للحَياةِ

أيومَ الوصلِ تعدِلُ في حياتي
سِنينَ البينِ تلكَ القاتِلاتِ

سمعتُ الصَّوتَ يهتِفُ من بعيدٍ
وسمعي يشتهي صوتَ المهَاةِ

تُذكِّرُني ليالي عِشتُ فيها
غريراً لا أعي مُرَّ الشَّتاتِ

تُذكِّرُني صِبايَ وفجرَ حُبّي
وأياماً خَلَتْ حُفِرَتْ بِذاتي

شكَتْ لي في ضنىً هَولَ اللّيالي
وقد أَنّ الفؤادُ من الشَّكاةِ

ويصبو القلبُ للذِّكرى مَشُوقاً
يلوكُ تَلذُّذاً قولَ الوشاةِ

يُذكِّرني أولئكَ عِشقُ عمري
وما عشقي غريبٌ عن حَياتي

فديتُكِ إلْفَ روحي نَوّليني
وِصالاً مثلَ سَقْيٍ للنَّباتِ

أراه بلسَماً ينتابُ جُرحاً
تَبسَّمَ عن جميلِ الذِّكرياتِ

© 2024 - موقع الشعر