خليليَّ مِنْ عُليَا هِلال بن عامرٍ ،
بصنعاءَ عًوجا اليوم فانتظراني !
أفي كُلِّ يومٍ أنت رامٍ بِلادها
بعينينِ إنساناهُما غرقانِ ؟
ألا فاحملاني ، بارك الله فيكما
إلي حاضر الروحاء ثم دعاني
ألِما على عفراءَ إنكما غداً
بشحط النوى والبين مُعترفانِ
أغركما مني قميصٌ _ لبسته _
جديدٌ وبُردا يمنةِ زهيانِ!
متى ترفعا عني القميص تبينا
بيَ الضر من عفراء ، يا فتيانِ
وتعترفا لحماً قليلاً وأعظماً
رِقاقاً وقلباً دائم الخفقان
على كبدي من حب عفراء قَرْحةٌ،
وعينايَ مِنْ وَجدٍ بها تكفانِ
يقولُ لي الأصحابُ إذ يعْذِلُونني :
أشواقُ عراقيٌ وأنتَ يماني؟
وليسَ يمانٍ للعراق بصاحبٍ
عسى في صُروف الدهر يلتقيان
تحملتُ من عفراء ما ليس لي به
ولا للجبال الراسيات ، يدان:
كأن قطاةً عُلِقتْ بجناحها
على كبدي من شدة الخفقانِ!
جَعَلتُ لِعرَّاف اليمامةِ حُكمه
وعرافِ نجدٍ إن هما شفياني
فقالا : ( نعم ، نشفي من الداء كُلِه)
وقاما مع العُوَّادِ يبتدرانِ
فما تركا من رقية يعلمانها
ولاشَرْبةٍ إلا وقد سقياني
وما شفيا الداء الذي بيَ كُله ،
ولاذَخَرا نُصحاُ ولا ألواني
فقالا : ( شفاك الله ، والله ، مالنا
بما ضُمنَتْ مِنك الضُّلوعُ يدانِ )
فياعمِّ ياذا الغدر ، لازلتَ مبتلىً
حَليفاً لِهمٍ لازمٍ وهوانِ
وإني لأهوى الحشر إن قيل إنني
وعفراءَ يوم الحشرِ مُلتقِيانِ!
ألا يا غُرابيْ دِمْنَةِ الدار ، بَيِّنا:
أبِِالهجر مِنْ عفراء تنتحيانِ؟
فإن كان حقاً ما تقولان فاذهبا
بلحمي إلى وكريكما فكلاني
أناسيةٌ عفراءُ ذكريَ بعدما
تركتُ لها ذِكراً بِكلِّ مكانِ ؟
تكنفني الواشون من كُلِّ جانبٍ،
ولو كان واشٍ واحدٌ لكفاني
ُيُكلفني عمي ثمانين ناقةً ،
وماليَ ، يا عفراءُ ، غيرُ ثمانِ
فياليت مَحيانا جميعاً ، وليتنا
إذا نحنُ مِتنا ضَمَّنا كفانِ
وياليت أنَّا الدهرَ في غيرِ رِيبةٍ
خَلِيّانِ نرعى البهمَ مُؤتلفانِ
فوالله ، ما حَدَّثْتُ سِركَ صاحباً
أخاً لي ، ولافاهتْ به الشفتانِ
تحملتُ زَفَراتِ الضحى فأطقتُها
وما لي بزفرات العشِيِّ يدانِ
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.