فِي جَوْفِ لَيْلٍ حَالِكٍ مِنْ مِحْنَتِينَادَتْ بِلادِي أَيْنَ أَنْتُمْ خُلَّتِي؟عُيُونُكُمْ مِنْ حُلْمِهَا فِي غَفْلَةٍأَمَّا عُيُونِي فِي سُهَادِ ظُلْمَتِيكُلُّ الْبِلادِ إِنْ نَزَلْتُمْ أَرْضَهَامَرَدُّكُمْ رَغْمَ النَّوَى لِجَنَّتِيطَاشَتْ بِكُمْ آمَالُكُمْ فَلْتَحْذَرُواكَمْ مِنْ غَرِيبٍ مَاتَ قَبْلَ عَوْدَةِنَادَيْتُكُمْ وَالْجُرْحُ مِنِّي قَدْ عَلامَتْنَ الْفُؤَادِ قَدْ أَصَابَ قُوَّتِيأَحِبَّتِي نَارُ الْعِدَا تَأَجَّجَتْتَحَالَفَتْ قُوًى تُهِينُ عِزَّتِيتَجَمَّعُوا مِنْ كُلِّ صَوْبٍ نَحْوَنَاوَسْطَ الْخُطُوبِ قَدْ عَلَتْنِي دَهْشَتِيكَمْ طَعْنَةٍ لِي فِي الدُّجَى قَدْ وَجَّهُوامَاذَا فَعَلْتُمْ إِذْ سَمِعْتُمْ صَرْخَتِي؟كَمْ حَاقِدٍ يَدُسُّ سُمًّا فِي الْعَسَلْوَالشَّرُّ مِنْهُ قَدْ بَدَا فِي خِسَّةِكَمْ فَاسِقٍ يُبْدِي لَنَا سُوءَ الْعَمَلْحَذَّرْتُكُمْ فَهَلْ سَمِعْتُمْ صَيْحَتِي؟كَمْ فَاسِدٍ قَدْ غَرَّهُ طُولُ الأَمَلْيَرْجُو لَنَا الْحَيَاةَ فِي مَذَلَّةِكَمْ مَاجِنٍ يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي الْخَنَافَلْتَنْهَضُوا لِتَحْفَظُوا كَرَامَتِيوَكَمْ خَبِيثٍ رَافِعٍ عَقِيرَتَهْيَصُبُّ ظُلْمًا مُحْرِقًا مِنْ جَذْوَةِكَمْ نَاعِقٍ فِي بُوقِ إِعْلامٍ رَفَعْدَعْوَى الضَّلالِ قَدْ أَسَاءَ سُمْعَتَيكُلُّ الأَعَادِي قَدْ بَدَوْا فِي وَحْدَةٍوَجَمْعَُنَا مِنْ فُرْقَةٍ لِفُرْقَةِأَسْمَاعُنَا قَدْ أَفْسَدُوهَا بِالْعَفَنْمِنْ خُبْثِهِمْ زَجُّوا بِنَا فِي غَفْلَةِهَوَاؤُنَا قَدْ لَوَّثُوهُ بِالْفِتَنْمَاجَتْ بِنَا أَمْوَاجُهَا يَا وَيْلَتِيوَنِيلُنَا قَدْ لَطَّخُوهُ بِالدِّمَاضَاعَتْ حُقُوقِي مَنْ يَصُونُ حُرْمَتِي ؟أَفْرَاحُنَا قَدْ لَوَّنُوهَا بِالشَّجَنْفَمَنْ يُعِيدُ فَرْحَتِي لِوَجْنَتِي ؟آلامُنَا قَدْ ضَاعَفُوهَا بِالْحَزَنْحَتَّى غَدَا رُكَامُهَا مِنْ شِدَّتِيتَأْرِيخُنَا قَدْ حَرَّفُوهُ مِنْ زَمَنْفَلْيَسْأَلُوا أَمْجَادَهُمْ عَنْ عِزَّتِيأَمْوَالُنَا قَدْ بَعْثَرُوهَا فِي الأُمَمْصِرْنَا بِلا مَالٍ وَهُمْ فِي رَغْدَةِزُرُوعُنَا قَدْ أَتْلَفُوا حَصَادَهَامَا عَادَ يَنْمُو يَانِعًا مِنْ زَهْرَتِيمَصَانِعِي قَدْ دَمَّرُوا إِنْتَاجَهَالِمَا رَأَوْا مِنْ بُعْدِكُمْ عَنْ صَنْعَتِيمَسَاكِنِي فِي وَحْشَةٍ مِنَ الدُّجَىكَمَا الْقُبُورِ إِنْ نَظَرْتُمْ نَظْرَتِيكَانَتْ لَنَا رِيَادَةٌ نَسْمُو بِهَاأَجْدَادُكُمْ قَدْ شَيَّدُوا لِي نَهْضَتِيأَحْقَادُهُمْ يَرْوُونَهَا بِالْحَنْظَلِحَتَّى اشْتَكَتْ أَحْلاقُنَا مِنْ غُصَّةِكَمْ مِنْ بِلادٍ قَدْ سَعَتْ إِلَى الْعُلاأَمَّا أَنَا فَفِي الدَّيَاجِي مِشْيَتِيأَحْلامُنَا بَاتَتْ بِأَحْضَانِ الْفَزَعْفَلَيْتَ شِعْرِي! مَنْ يُجِيبُ صَيْحَتِي؟تَجَمَّعُوا لِوَأْدِهَا فِي مَهْدِهَاأَعْدَاؤُنَا فِي خِسَّةٍ دَنِيَّةِنَادَيْتُكُمْ فَلْتَسْمَعُوا مِنِّي النِّدَافِي كُلِّ حِينٍٍ قَدْ دَعَتْكُمْ مِحْنَتِينَادَيْتُكُمْ فَلَمْ تُلَبُّوا ذَا النِّدَاحَتَّى غَدَوْتُ مِنْكُمُ فِي حَيْرَةِقَدْ خَيَّمَ الصَّمْتُ الرَّهِيبُ فَوْقَكُمْمِنَ السُّكُونِِ أَنْتُمُ فِي عُزْلَةِيَا وَيْحَكُمْ بِلادُكُمْ قَدْ حَفَّهَاشَوْكُ الأَذَى فَمَنْ لَهَا فِي أَزْمَةِ؟أَشْكُو لَكُمْ جَفَاءَكُمْ مِنْ لَوْعَةٍوَدَمْعَتِي فِي مُقْلَتِي مِنْ حُرْقَتِيوَمِنْكُمُ قَدْ جَاءَنِي الصَّوْتُ الشَّجِيعُذْرًا بِلادِي مِنْ عَمِيقِ مُهْجَتِييَا مِصْرَنَا فِي الْقَلْبِ أَنْتِ سَاكِنَهْلا تَحْزَنِي فَصَمْتُنَا مِنْ صَدْمَةِأَحِبَّتِي شَوْقِي لَكُمْ لا يَنْتَهِيوَلْتَسْأَلُوا مَنْ حَوْلَكُمْ عَنْ كُرْبَتِيفَكُلَّمَا ذَكَرْتُكُمْ فِي شِدَّتِيسَالَتْ دُمُوعِي هَلْ رَأَيْتُمْ عَبْرَتِي؟عُودُوا إِلَى رِحَابِكُم لا أَبْتَغِيمَالا فَمَا تُغْنِي كُنُوزُ الْغُرْبَةِإِنِّي لَكُمْ أُمٌّ حَنُونٌ تَرْتَجِيرَغْمَ الْجَفَا لِقَاءَكُمْ ذَا بُغْيَتِيإِنْ لَمْ تَكُونُوا لِلْحِمَى أَهْلا لَهُفَمَنْ يَذُودُ عَنْ حِيَاضِ قَلْعَتِي؟وَقَدْ دَعَوْتُ رَبَّنَا بِعَزْمَتِيوَالصِّدْقُ مِنِّي قَدْ بَدَا فِي دَعْوَتِيوَحِّدْ إِلَهِي صَفَّنَا فِي مِحْنَةٍوَالشَّمْلَ فَاجْمَعْ مِنْ شَتَاتِ فُرْقَةِوَالْحَقُّ دَرْبٌ إِنْ سَلَكْنَا غَيْرَهُلَنْ نَرْتَقِي لِمَنْ وَعَى نَصِيحَتِيوَإِنْ قَضَى رَبِّي الْفِرَاقَ فَالْزَمُوانَهْجًا قَوِيمًا هَذِهِ وَصِيَّتِيشعر / أشرف السيد الصباغ
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.