هناك فوق الربوة العاليةهناك في الأصال الساجيهفتاة أحلام خياليةتسبح في أجوائها النائيةالصمت والظل وأفكارهارفاقها، والسرحة الحانيةحياتها قصيدة فذّةمنبعها الحس ونيرانهوحلم محير تائهمن قلق اللهة ألوانه...حياتها بحر نأى غورهوإن بدت للعين شطآنهرنت فتاة الشعر مأخوذةبصور الطبيعة الخالبهوالأفق الغربي تطفو بهألوانه الوردية اللأهبهكأنه أرض خرافيةهوت إليها شمسه الغاربهودت وفيها لهف كاسحلو تأخذ الكون إلى صدرهاتحضنه وتشبع الروح منآياته الكبرى ومن سحرهاتعانق الأرض.. تضم السماتقبّل الغيوم في سيرهاودفعت بعينها في المدىتنهبه بالنظرة الواغلهما أجمل الوجود! واستغرقتفي نشوة فائضة شاملهتلتهم الكون بإحساسهابقلبها، بروحها الذّاهلهما أجمل الوجود!! لكنهاأيقظها من حلو أحساسهافراشة تجدّلت في الثرىتودعه آخر أنفاسهاتموت في صمت كأن لم تفضمسارح الروض بأعراسهادنت إليها وانثنت فوقهاترفعها مشفقة حانية:أختاه، ماذا؟ هل جفاك الندىفمتّ في أيامك الزاهية؟هل صد عنك الزهر؟ هل ضيعتهواك أنسام الربى اللاهيه؟كم شعلت روحك حمّى الصبيوأنت سكرى بالشذى والرضابطافرة بين رياض الهوىراقصة فوق الربى والهضابتوشوشين الزهر حتى يرىمنفعلاً من هذيان الشبابكم بلبل بالورد ذي صبوةألهبت فيه الغيرة الساعرةكم زنبق عانقته كم شذىروّيت منه روحكم الفائرهفأين منك الآن دنيا الهوىوأين أحلام الهوى الساحره!!ماذا؟ تموتين؟ فواحسرتاعلى عروس الروض بنت الربيعأهكذا في فوران الصبييطويك إعصار الفناء المريعوحيدة، لا شيّعتك الربىولا بكى الروض بقلب صديعاختاه لا تأسي فهذي أناأبكيك بالشعر الحنون الرقيققد أنطوي مثلك منسيةلا صاحب يذكرني أو رفيقأواه: ما أقصى الردى ينتهيبنا إلى كهف الفناء السحيق!واضطربت اعماقها مثلمادوّم إعصارُ بقلب الخضموانتفضت مذعورة في أسىوارتعدت مرعوبة في ألم..فلم يكن يصدم أحلامهاإلا رؤى الموت وطيف العدموحدّقت في غير شيء وقدحوّمت الأشباح في رأسهاولا صور الوجود خلابةتبتعث النشوة في نفسهاولا رؤى الخيال رفّافةتخدّر المحموم من هجسهاودفق الليل كبحر طغىفانحدرت تحت عباب المساءتخبط في الدرب وقد غمغمتشاخصة المقلة نحو السماء:يا مبدع الوجود، لو صنتهمن عبث الموت وطيش الفناء
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.