1مواطنون.. دونما وطنمطاردون كالعصافير على خرائط الزمن..مسافرون دون أوراقوموتى دونما كفن.نحن بغايا العصر.. كل حاكميبيعنا، ويقبض الثمننحن جواري القصر، يرسلوننامن حجرة لحجرةمن قبضة لقبضةمن هالك لمالكمن وثن إلى وثننركض كالكلاب كل ليلةمن عدن لطنجةنبحث حن قبيلة تقبلنانبحث عن عائلة تعيلنانبحث عن ستارة تسترناوعن سكن..وحولنا أولادناإحدودبت ظهورهم، وشاخواوهم يفتشون في المعاجم القديمةعن كذبة كبيرة..تدعى الوطن..2مواطنون نحن في حدائن البكاءقهوتنا مصنوفة من دم كربلاءطعامنا. شرابناعاداتنا.. راياتناصيامنا. صلاتنازهورنا. قبورناجلودنا مختومة بختم كربلاء..لا أحد يعرفنا في هذه الصحراءلا نخلة. لا ناقة.لا وتد.. لا حجرلا هند.. لا عفراءأوراقنا مريبةأفكارنا غريبةفلا الذين يشربون الدمع والشقاء...معتقلون..داخل النص الذي يكابه حكامنامعتقلون..داخل الحزن، وأحلى ما بنا أحزاننامراقبون نحن في المقهى.. وفي البيت..وفي أرحام أمهاتنا..حيث تلفتنا، وجدنا المخبز السري في انتظارنايشرب من قهوتنا..ينام في فراشنا..يعبث في بريدناينكش قس أوراقنايدخل من أنوفنايخرج من سعالنالساننا مقطوع..ورأسنا مقطوع..وخبزنا مبلل بالخوف والدموع..إذا تظلمنا إلى حامي الحمىقيل لنا: ممنوع..وإن تضرعنا إلى رب السماقيل لنا: ممنوع..وإن هتفنا:يا رسول الله، كن في عوننايعطوننا تأشيرة من غير ما رجوعوإن طلبنا قلمالنكتب الوصية الأخيرهقبيل أن نموت شنقاغيروا الموضوع..يا وطني المصلوب فوق حاشط الكراهيةيا كرة النار التي تسير نحو الهاويهلا أحد من مضر.ز أو من بني ثقيفأعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيفزجاجة من دمه..أو بوله الشريفلا أحد.. على امتداد هذه العباءة المرقعة..أهداك يوما معطفا أو قبعه..يا وطني المكسور مثل عشبة الخريف..مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا.زمهرجون من أمانينا، وذكرياتناشفاهنا تخاف من أصواتناحكامنا الهة يجري الدم الأزرق في عروقهمونحن نسل الجاريةلا سادة الحجاز يعرفوننا..ولا رعاع الباديةولا أبو الطيب يستضيفنا..ولا أبو العتاهيهإذا ضحكنا لعلي مرة..يقتلنا معاويه..5مهاجرون نحن من مرافئ التعبلا أحد يريدنافي المدن التي تقايض البترول بالنساء،والديار بالدولار، والتراث بالسجاد،والتاريخ بالقروش، والإنسان بالذهب.زوشعبها يأكل من نشارة الخشبلا أحد يريدنا..في مدن المقاولين، والضاربين، والمستوردين،والمصدرين، والملمعمين جزمة السلطة،والمثقفين حسب المنهج الرسمي،والمستأجرين كي يقولوا الشعروالمقشرين اللوز، والتفاح للملوك،والمقدمين للآمير عندما يأوي إلى فراشهقائمة بأجمل النساء..والموظفين في بلاط الجنس..والمهرجين..والمخنثين..والمخوضين في دمائنا حتى الركب..لا أحد يقرؤنافي مدن الملح التي تذبح في العامملايين الكتب..لا أحد يقرؤنافي مدن..صارت بها مباحث الدولةعراب الأدب..6مسافرون نحن في سفينة الأحزانقائدنا مرتزقوشيخنا قرصانمكومون داخل الاقفاص كالجرذانلا مرفأ يقبلنالا حالة تقبلنالا امرأة تفبلناكل الجوازات التي نحملهاأصدارها الشيطانكل الكتابات التي نكتبهالا تعجب السلطان..مسافرون خارج الزمان والمكانمسافرون ضيعوا نقودهم..وضيعوا متاعهم، وضيعوا أبناءهم،وضيعوا أسماءهم، وضيعوا انتماءهم..وضيعوا الإحساس بالمانفلا بنو هاشم يعرفوننا، ولا بنو قحطانولا بنو ربيعة، ولا بنو شيبانولا ينو لينين يعرغوننا.ز ولا بنو ريغان..يا وطني: كل العصافير لها منازلفهي تموت خارج الأوطان...جنيفق تشرين الثاني 1985
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.