قبل لغو العصافير ،
والفجر متشح بالندى والضباب .
كان طيف يحاورني ..
وأنا ماثل بين نبض المدى،
واشتعال التراب .
يومها ...
كانت الأرض تنهض من صحوها .
ترتدي ثوبها القرمزي ،
المطرز بالآس ،
والزعفران المذاب .
قالت الأرض للشمس ،
والشمس تغرق في نزفها المشرقي،
وتصعد في سلم من سراب :
ليت لي شعرك الذهبي ،
الموزع بين السماء
وابعد ما ترتضيه الحراب .
ليت لي أن أجاب ...
فأنا أشتهي صورة الموت في الحب ،
ينقلها الموج للشجر الغض ،
والشجر الغض ينقلها للسحاب .
إنني الأرض سيف وغمد :
فأنا الأرض غمد لسيف الشهيد ،
وسيف لغمد الشموس ،
ولي منزل في الكتاب .
أنني الأرض أسلمت كل الفصول لصوتي ،
وآذار للريح تزرع أنفاسها ،
في بطون الهضاب .
أيها البشر الغارقون بهذا الخراب .
أنني الأرض ، قلبي يفجره الرفض ،
والرفض طقس الشهادة ،
والنار ،
والطلقة
الكلمة ،
الحجر ،
الورد ،
والرفض تأشيرة للعباب .
إنني الأرض قلبي يفجره الرفض ،
يا أيها النائمون على حلم من يباب .
أنزلوا مصعد اللهو في ناطحات السحاب
أنزلوا واحداً واحداً ..
واشهدوا غضب الأرض ،
أو فاتركوا لحمكم للكلاب .
* * *
كانت الأرض تنهض من صحوها
رحبة الصدر ،
في يدها سلة من ضلوع النخيل ،
بها برتقال السهول ،
وطير على غصن دالية ،
من كروم " الخليل " .
كان مرج من القمح في وجهها ... والعيون .
أخذت شكل زيتونها ،
في التراب الأصيل .
كان في الأرض ذاكرة ،
من عذاب نبيل
صعدت طرفها لفضاء ،
من النوم والحلم ،
واهتزت الأرض لما دعتها الخيول .
قالت الأرض للشمس ،
والأرض محفوفة بالقيود :
جئت هل ألتقي بالبنود ؟!
قمت كي أستقر على راحة ،
للشهيد الجديد ،
المسافر نحوي ،
على فرس من رعود .
قالت الشمس للأرض ،
والأرض تنثر أبناءها
ثمراً دامي الخد ،
هذي الحجارة طلقاتهم ،
والأناشيد تعبر " باب العمود "
***
أمددي حلماً أخضر اللون ،
أو صحوة من شهيق المدائن ،
ثم اتبعيني .
واتبعيني ... اتبعيني .
إلى قمة " الكرمل " – اليوم –
أو رأس " عيبال "
و " الطور " ،
كي تمتطيني .
لك الله أيتها الأرض ،
يا جسداً من دم ،
غارقاً في حنيني .
لك الله أيتها الأرض ،
يا حجراً ،
يشعل الصمت
والوقت ،
في شارع للمنون .
فاسكبيني .. اسكبيني ،
على قبب القدس ،
و انتظري فرحة العرس ،
قادمة كالنهار الوضيء ،
على بيرق في جبيني .
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.