إلى روح ابني إبراهيم الراحل في ربيعه السادس عشرحادثة :الولدُ المولعُبالقفزِ فوقَ الأوامرِالمستَبيحُ …نكهةَ النواهيلا تُثنيه السقطاتُعن بهجةِ الصعود …المُولعُ بالمخاطرة- يعدو علىحوافِّ السطوحويعبرُ أمامَالعرباتِ المسرعة –متحدياً برودَ الموت ..المُشاكِسِ الجريءالمُقبل بنهمٍعلى لذةِ الحياةالولدُ الذيفشلتُ أن أكونَهُفكانني ..الواثقُ من ذاتهالرافضُ بشجاعةٍعفونةَ الوصاياالولدُ البِدعةالخارجُ عن النمطسرَّب أخيراًإلى الأسمنتِ الباردِدفء وجههالمليءِ بالندوبواحتضنَ الأرضَبيديه المتعاقبتينتقرير :العينانُ …شاخصتانالأنفاسُ مقطوعةالنبضُ متوقفإنه ميت …!رحلة :مَهيباً …تحرّك موكبهصوبَ المقبرةتَقَدَّمَهُ أقْرَانَهُيحملون باقات ِ الوردوفي عجلةٍ صاخبةكان قد وُورِيَ التراب !!…………….ولمّا فَصَلَتِ اللَّحظاتُقلتُ أننيأجدُ ريحهلولا أن تفندونأراه الآنوهو في المهدِيُعلِنُ صرختَهُ الأولىوهو يتهجَّىأولَ الخطىوهو يسقطُويقوم …يتمردُ على الواجباتيتحدى قسوةَ معلمه ..وهو يكتبُ دروسهبخطهِ الرديءوهو يستفزنابشقاوته …أراني الآنوانأ أقبّلهأشتري لهبذلة العيدأعاقبه … واندمأقسو عليهوأنا أعجب بعنادهوحين اخلد للنومأحبه .. وأدعو لهأراه الآنوهو يأكلوهو يناموهو يلعبوهو يخرج متسللاًأراه الآنوهو ملقىعلى الأرضيسرب للاسمنت البارددفء الحياةدهشة :وكأنه لم يملأهذا البيتَ صخباًوكأنه …لم يشاكسإخوتهومعلميهوكأنه لم يضعإصبعيه القصيرتينفي عينِ الحكمةوكأنه لم يتركالبيتَ ميْتاًولم يُعِدْهُ للحياةبطرقاته العنيفةوكأنه لم يحملعبءَ حقيبتهصوبَ المدرسةوكأنه لم يقلِب البيتَبحثاً عن جواربههو فقطملقى على الأرضِيسربُ للأسمنتِ البارددفءَ روحه …واقع :الضَجّةُ الكُبرىتخفت …رويداً رويداًالأصدقاء يبتعدونالأقارب يتناقصونالنواح يخفوتتسلل …بعضُ الضحكاتِ المترددةالحياة تمضي …غير عابئةٍ بطفلٍسربَ إلى الاسمنتِ الباردِدفءَ ابتسامتهنلوكُ الساعاتسمجة … ثقيلةونتجرعُ …مع فناجينِالقهوةِ المرّةكلامَ المعزينالذي يفترضبداهةَ الموت !!عبق :في كلِ زاويةلُعْبَةٌ مرميّةذكرى …يستنهضها الفقدُصفعةٌ قاسيةقبلةُ عيدٍعلى رأسٍ أشيبكراسةٌ لم تكتملوكتابٌ مفتوحٌعلى آخرِ درسعلى هذا الجدارخطُّك الركيكوفي تلك الزاويةرسومك الساخرةالتقيك …كل يومفي دموعِ أمَّكالمنسابةِ كجدولفي نواحها الذييُقطّع القلبفي ذكرياتي معكحين يضطرنيما تجرعتُمن يقينٍ كاذبلأن أكونَ صارماًوولهي بكيملأ قلبيأقمعكَ …وفي أعماقيفرحٌ بتمردكبروحك الرافضةبشهامتك …وأنت طفلُ القريةِالذي يقومُعلى شئونها ..تحبك العجائزُعكازاً لشيخوختهنرباتُ البيوتِرسولاً لطلباتهنزملاؤك …تحملُ بشجاعةِ رجلٍمسئوليةَ ما يقترفونمن ذنوبٍ صغيرة ..مرحٌ .. لَعِبٌتمردٌ .. سخريةيا صغيري …من أين… جاءتك الحكمةُلتدركَ سرَّ الحياة ؟!حقيقة :لن يعودلن يزرعَ الشَّغبَمن جديدفي حياتنا الجرداءلن يرميَروحَه المتمردةفي مفاهيمنا الراكدةالحياةُ تقفُ هنالتتغير …أنا وأمَّهيتعكز كلاناعلى ما يبديه الآخرُمن كبرياء كاذبفي الصباح الباكرِوأنا أتناولُكوبَ الحليبِ الباسلِأشعرُ بفراغِ العالم ،حين تختفيملابسه ..على حبلِ الغسيلحين تنتظمُ العائلةحولَ مائدةِ الطعامفيخلو مكانه ،بقسوةِ الموتِحين ينتزعُ منامِلحَ البيت …يقين :كلما ..خفت الضجةُيتجذرُ الألمكلما سادَ السكونُيصفو …قاعَ الحزنبيني وبين الغطاءِطفلُ يسربُ للأسمنتِدفءَ ابتسامتهبيني وبين النومِأرق عنيد ………………….…………………………..أشكو بثي وحزنيإلى الله ……….إلى يده الكريمةتُربّتُ على قلبيإلى الله الذي أودعتُه …..فلذة كبدييودِعُني …سلواناً وصبرا ..حكمة :أقبلَ على الحياةيكسِّر قواعدهايستبيح …له ولسواهما نخضعه لسماجة القسمة !!يهرّب …للأقارب والجيرانما نخبئهفي خزانة المطبخ………. يُطعِمُالباعة المتجولينويحمل أمتعتهم !!يطارد ..بهائم الجيران الشاردةويعيدها إلى حظائرهاوحين غادر الحياةكان وجهه للأرضوظهره للسماءوعلى زاوية الفمشبحُ ابتسامةٍ ساخرة …زيارة :السلام عليكميا إبراهيم …يا فتىً ألفتهفلمّا بلغمعيَ العشقَرأيت أنني افتقدهاجعل قبرك روضةًمن رياض التمردولا تجعله حفرةًمن حفر الانصياع………………أمك تقرؤك السلامحمَّلتني بكلماتتختلط بالدموعأن أقرأ لك الفاتحة …جدتك تفتقدكوأصدقاؤك يحيوننيبأدبٍ زائدكلما مروامخبئين في عيونهم الصغيرةظلالَ شفقة ..البيت بدونكبِركَةٌ من الصمتالأشياء التي توضعلا تتحركمن مكانهاالأبواب لاتطرق بعنفوصوتي لم يعد يعلواغفر لي …كلَ جهلٍحاول َ أن يؤطرَروحَكَ الثائرةفي أيقونةِ القيمكل حكمةٍ بائسةحاولتُ بهاأن أكبِّلَانطلاقةَ الحياةاغفر لي جهليبأنك سوفتغادرُ سريعاً(من ديوان نشوة القول)
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.