فتون راعبة طير الحبارى - دحام المنور الخالدي

دع الأيام تاتينا عبوسا
وطب نفساً ولو كانت شروسا

وخلّك في ملاقاها صميدع
ولا تحني لدنياك الرؤوسا

وإياك التهاون والتقرّب
رحاها يطحن الحب الكدوسا

وإياك التجهّم في خويّك
بوجهٍ يشده لوجه البسوسا

تبسّامك بوجه الناس رفعة
لقدرك لين ترقى للشموسا

فتى الفتيان كلّي فدوة ٍ لك
لونّك كنت في حقي بخوسا

ترفّع عن خلاف ٍما يفيدك
ونار الخلف من نار المجوسا

يقوله خالدي صادق ضميره
خذا من دنيته أغلى دروسا

ونا وياك من ربع ٍ عريبة
هل الحيزة على العليا جلوسا

منازلهم تعلّى راس عيطا
وداسوا راسها (أم الجروسا)

تصاهل خيلهم من شوف رقطا
ضوامر لا سمان ولا خسوسا

ذيابة صيد في ساحات عز ٍ
تعاوى في مضاربنا حروسا

على مخلابٍ ومن حد ناب ٍ
تذوق الموت بل تاطى الرموسا

لهم تاريخ في ماض ٍ مجيد ٍ
ألا ليت الزمن عوّد عكوسا

إلى (سعدون) ياخذني اشتياقي
بنى مجدٍ على عرشه ريوسا

فتون ٍ راعبة طير الحبارى
تهادى في محامينا عروسا

خطب ود المروّة في زمانه
ولا يرضى لها درب العنوسا

عذاب الخيل في ملقى عدوّه
يسوقه بالوغى سوق التيوسا

عرفه البرتغالي قبل شوفه
معرفتنا مثل قلع الضروسا

ثمانمية قتيلٍ طاح منه
وردّه عن مغانينا وكوسا

(فولّوا بين ذي روح ٍ فوات ٍ)
وذي كبوة وذي عقل سروسا

وجيش الترك من بعد المهانة
تراجع صوب ثكناته يؤوسا

تعشّى من قلوب عداه عشوة
شرب من دم ضدّه عرقسوسا

عسى قبره تندّاه المخايل
ولا يقرب عظامه نخر سوسا

ولا مثل القناعة من كنوز ٍ
ولا مثل الشجاعة من لبوسا

كذا عز الاكابر عز ربعي
مهو عز الكراسي والفلوسا

أيا شعري نخيتك في مجالك
بتعميرة تطيب لها النفوسا

أحششها ومن راس المعنى
وأدّي في تعاطيها الطقوسا

عريبة كيف هبسية جدود ٍ
حسينة قاف شامية غروسا

سنام المجد واضح مثل شمس ٍ
وأحمد بان والخاسي خنوسا

ترانا عزوة الجادل وفرحة
ذوات الأعين النجل الخروسا

وكم قومن غزيناهم جهارى
سبينا الفاتنات مع الفروسا

وكم قومن غزونا بالليالي
خذوا شهري مع الطارف حبوسا

عليهم جيرة الله ما نردّه
تهانينا على الكسب الرفوسا

وقل للي تعدّانا يسامح
ليامن طاحت براسه فؤوسا

سموت العز راسية ٍ عمدها
بواخر عايمة ما هي غطوسا

ونار الطيب في ليل المتاهة
لظاها يعطي الدنيا قبوسا

تعنّى لجلها الطرقي بليله
قبس من جالها أقباس موسى

تدل التايه بأطراف ليل ٍ
أيا حي الفتى الضيف الونوسا

تقل يمشي على السجاد الاحمر
ولا يمشي على سمل الهروسا

يجيبه صوت نجر(ن) لو ينادي
كما ذيب ٍ عوى فوق الطعوسا

وله عند اللقى فنجال دلة
شفا من به من الجنّي مسوسا

نطيّب ريحه من العود الازرق
وزاده حايل ٍ شحمه كبوسا

بدينا بالعتب لكن قصيدي
خذاني للفخر أخذة غلوسا

ولا خير ٍ بشاعر في قصيده
ما يذكر مجد قومه فالطروسا

ونا شاعر فجر في حب ربعه
وأصبح خلف قضبان الحبوسا

على شرعه وفي سنّة نبيّه
أقاموا حدّ شرّاب الكؤوسا

على صخر الجزالة قد تعلّى
عليها من أثر خفّه خفوسا

كتب من صادق احساسه مثايل
على قدر القرايح والهجوسا

عساني للسيوف وللحايد
إذا راسي مهو فوقي عطوسا

© 2024 - موقع الشعر