هادِم زافِ - فتون العنزي

مقصورة تصدح بالضجر
مكث بِها نبضًا مُستسلِمًا
لم تساجِله قارئة فنجان
ولا عناقيد الزهر .
أينع الحزن بمطلع الدجى
براحلة الصِبا وَ أعين الغجر.
عادات لم تبرح زاويتي
مكثت بها ثَفافِيْد العطر
حاولت أن أفقأ عين السوء
ليزدان حظي مصافحا الفجر
كالنور يبتسم بمهده
فيشتق طريقه بِمرافِض المطر
....
خلف الباب أوصدت ألف باب
الريح تنادي, فهل من صدى
يساير ركب الجواب؟
أنا وَ من بعدي الغوادي يُتمى
أنا ومن بعدي عِتق النداب
سُخِرت من أجلي ترانيم القِدى
فأودعت بِخَزائن الغَيب كِتاب
قد دونت به مذكرات خجلى
وَ حصيلة عُمر يُسابِق الإهذاب
....
آبِقة هي النوادس الْقديمة
متقرفصة بهَزِيع اللاجئين
ثَاكِلة رجاءات هَرِمة سَقيمة
فنَفْثَات سُكرٍ مُشرئبة بالحنين
تَقَوُّض أَمَالًا مُتَشَدِّقة رَخِيمَة
صَمَدت بِوجه الخيباتِ سنين
مُدُنًا ضَاقت بِتغاريب سديمة
كَعربة تخترِق سورًا ركين
قد حوى أطرافي بعناقيد نديمة
يرأف لبعثرتها حد السكين
عبِقة بأَرَائِج فواحة عَظيمة
خَبأت بِإضبارة السهد ياسمين
....
خَارِج نِطَاق الانزواء بتَزهدٍ وَضاح
لم أعد أشعر ببرودة أطرافي
أشقاني المُضيّ بقرب شوقٍ فواح
وبِدفء شالٍ أشهب غمر أكتافي
لعنة أوقدت بِجَفني كوابيس فَأشباح
مُلازِمة إبهام بَدرٍ مُتبلِم نافِ
أخشى أن يسكنني اليأس أبدًا فأنزاح
عن مطامع العيش فأتوغل بمحرافي
تَعلقت بِبابٍ مسدود هجره مفتاح
فَأبصرت بِظلمة الوجد هَادِمٌ زَافِ
استئصل مِن الجوف سُرادِق صُّبَاح
وَ سربال نبضٍ رائف رفرافِ
جسد شاحب تسكنه أرواح
تناهيد تُبحِر به ويستعمره مجدافي
سلامي لمقصورة كفلت بلبل صداح
استبسط كآبة المِحن بِصوته الدافِ
© 2024 - موقع الشعر